بلدي
قال نائب محافظ القنيطرة السورية، محمد السعيد، إن الانتهاكات الإسرائيلية وبناء قواعد عسكرية في المنطقة أدّت إلى إغلاق نحو 6 آلاف هكتار من الأراضي الزراعية والمراعي أمام المواطنين، ما تسبّب بخسارة عدد كبير من العائلات التي تعتمد على تربية المواشي.
وفي حديثه لوكالة الأناضول، قدّم السعيد تقييماً حول الوضع في القنيطرة عقب سقوط نظام بشار الأسد، وتطرّق إلى تأثير الانتهاكات الإسرائيلية على حياة المواطنين.
وذكر السعيد أن إسرائيل أنشأت خلال الفترة الأخيرة أكثر من 8 قواعد عسكرية شمال محافظة القنيطرة، وصولاً إلى حوض اليرموك، داخل المنطقة العازلة المنصوص عليها في اتفاق فصل القوات الموقع عام 1974، معتبراً أن ذلك يمثّل انتهاكاً واضحاً للاتفاق.
وقال: "الانتهاكات أدّت إلى حرمان السكان من استخدام نحو 6 آلاف هكتار (الهكتار يساوي 10 آلاف متر) من الأراضي الزراعية والمراعي. كثير من العائلات التي تعتاش على تربية المواشي فقدت مصدر رزقها".
وأشار إلى أن إسرائيل تزعم وجود عناصر لميليشيا "حزب الله" وإيران لتبرير اعتداءاتها على المناطق السكنية في القنيطرة، مضيفاً: "في قرية الحميدية دمّروا أكثر من 15 منزلاً".
واستدرك قائلاً إن عناصر "حزب الله" وإيران أُخرجوا بالكامل من المنطقة مع عملية "ردع العدوان"، مبيناً أن المنطقة حالياً تخضع لسيطرة وحدات الأمن التابعة لوزارة الداخلية السورية.
وذكر السعيد أن الجيش الإسرائيلي يحاول شرعنة أنشطته في المحافظة استناداً إلى حجج وذرائع لا أساس لها من الصحة، مبيناً أن "الانتهاكات (الإسرائيلية) ليست عسكرية فقط، بل تُنتج آثاراً تؤثّر بشكل مباشر على الحياة اليومية للناس".
وأردف موضحاً: "الناس لا يستطيعون الذهاب إلى أراضيهم الزراعية ولا الوصول إلى مناطق الرعي، وهذا أوصل تربية المواشي في منطقة تكافح أصلاً مع الجفاف إلى حافة الانهيار".
وأشار نائب المحافظ إلى أن أكبر صعوبة تواجهها محافظة القنيطرة اليوم هي استمرار الانتهاكات الإسرائيلية، مثل احتلال الأراضي الزراعية وهدم المنازل، مضيفاً: "هذه الانتهاكات تُصعّب الحياة اليومية للمدنيين، وتؤثّر سلباً على نفسية السكان".
وشدّد على أن انتهاكات إسرائيل تتعارض مع القانون الدولي، قائلاً: "على إسرائيل أن تعود إلى اتفاق عام 1974، الحكومة السورية تواصل التزامها بهذا الاتفاق، وعلى المجتمع الدولي أن يتحمّل المسؤولية تجاه انتهاكات حقوق الإنسان التي يرتكبها الجيش الإسرائيلي في المنطقة".
وذكر أن استمرارية الخدمات مهدّدة أيضاً بسبب استمرار الانتهاكات الإسرائيلية، وقال: "أكبر مشكلة في المنطقة هي انقطاع الكهرباء. الآبار تعمل بالكهرباء. انقطاع الكهرباء يعني انقطاع المياه، والاتصالات، والخدمات الأساسية. ما يحدث يدفع الناس إلى النزوح".
وأشار السعيد إلى أن المواطنين في المنطقة يطالبون بإصلاح شبكات الكهرباء، وتوفير الطاقة دون انقطاع، وإعادة خدمات المياه، مؤكّداً أن تلبية هذه المطالب ستمكّن السكان من البقاء في منازلهم، ومقاومة التهجير القسري.
ومنذ عام 1967 تحتل إسرائيل معظم مساحة هضبة الجولان السورية، واستغلّت الوضع بعد إسقاط النظام، فاحتلّت المنطقة العازلة وتوغّلت في محافظات القنيطرة وريف دمشق ودرعا، وأعلنت انهيار اتفاقية فض الاشتباك بين الجانبين لعام 1974، كما احتلّت "جبل الشيخ" الاستراتيجي. وأقامت إسرائيل قواعد في قرى جباتا الخشب، وقرقس، والقحطانية، والكودنة بمحافظة القنيطرة.