بلدي
أعلن زعيم "حزب العمال الكردستاني" (PKK)، عبد الله أوجلان، عبر كلمة مصوّرة، نهاية الكفاح المسلح ضد الدولة التركية، داعياً أنصار الحزب والقوى الكردية كافة إلى تجسيد مبدأ السلام ونبذ العنف، وذلك في ظهور مفاجئ وغير مسبوق منذ 26 عاماً.
وقال أوجلان في كلمته التي بُثّت الثلاثاء، إن "زمن الكفاح المسلح انتهى، وانتهى زمن حرب التحرير الوطنية".
وأعلن أوجلان أن "حزب العمال الكردستاني لم يعد يسعى إلى إقامة دولة قومية مستقلة"، موضحاً أن الحركة وصلت إلى مرحلة تتطلب "خطوات عملية وجادة"، وأن استراتيجيتها القائمة على مشروع قومي تقليدي انتهت.
ودعا أوجلان البرلمان التركي إلى تشكيل لجنة خاصة للإشراف على عملية سلام شاملة تشمل نزعاً طوعياً للسلاح وتأسيس آليات للعدالة الانتقالية، مشيراً إلى أن التطورات الإقليمية، خصوصاً في سوريا، تؤكّد أهمية هذه الخطوة التاريخية.
وفي 12 أيار/ مايو الماضي، أعلن حزب العمال الكردستاني قراره بحل نفسه وإلقاء السلاح استجابةً لدعوة أوجلان، الذي يقضي عقوبة السجن المؤبد في تركيا منذ عام 1999.
هذا الإعلان من المرجّح أن يؤثر بشكل مباشر على الوضع في سوريا، نظراً للعلاقة الوثيقة بين حزب العمال الكردستاني وقوات سوريا الديمقراطية (قسد) التي يقودها الأكراد.
وكان الرئيس السوري الانتقالي أحمد الشرع قد وقّع في آذار/ مارس الماضي اتفاقاً مع مظلوم عبدي، قائد قوات سوريا الديمقراطية، لدمج المؤسسات المدنية والعسكرية التابعة للإدارة الذاتية ضمن الدولة السورية خلال عام، إلا أن تنفيذ الاتفاق لا يزال متعثّراً.
وفي سياق متصل، كشفت مصادر كردية أن وفداً مكوّناً من القائد العام لقوات سوريا الديمقراطية مظلوم عبدي، والرئاسة المشتركة لدائرة العلاقات الخارجية إلهام أحمد، والرئاسة المشتركة لوفد شمال وشرق سوريا فوزة يوسف وعبد حامد مهباش، بدأ اجتماعاً مع مسؤولين في الحكومة السورية الانتقالية في قصر تشرين، بحضور المبعوث الأمريكي توماس باراك، والممثل الفرنسي جان باتيست فيفر.