بحث

حرائق اللاذقية مستمرة.. وبؤرة "الشيخ حسن" تتحدى فرق الإطفاء

بلدي 

تواصل فرق الإطفاء بالدفاع المدني السوري، وبدعم من طائرات هليكوبتر من دول الجوار، جهودها لاحتواء الحرائق المدمرة التي تجتاح جبال اللاذقية منذ قرابة أسبوع.

وأفاد محافظ اللاذقية، محمد عثمان، في تصريحات مساء اليوم الثلاثاء، أن فرق الإطفاء تمكنت من السيطرة على ثلاث بؤر رئيسية في مناطق ربيعة، والفرنلق، والبركة، بينما لا تزال بؤرة الشيخ حسن نشطة بسبب وعورة التضاريس وانتشار مخلفات الحرب، واشتداد الرياح التي أدت إلى امتداد النيران أفقياً لتصل إلى محيط منازل المدنيين.

وأوضح عثمان أن السلطات استنفرت جميع الفرق لإقامة طوق أمان حول المناطق السكنية، مع إخلاء المنازل القريبة من الحرائق، مؤكداً أن جهود فرق الإنقاذ حالت دون وصول النيران إلى المنازل، وفق ما نقلت “الإخبارية”.

ويعمل الطيران السوري والتركي والأردني منذ الصباح الباكر على إخماد النيران، حيث تشارك 16 طائرة حالياً في العمليات، مع توقعات بزيادة العدد إلى 20 خلال الساعات القادمة.

من جانبه، أعلن وزير الطوارئ وإدارة الكوارث رائد الصالح، خلال مؤتمر صحفي، أن الحرائق أتت على أكثر من 14 ألف هكتار من الأراضي الزراعية والحراجية، واصفًا الوضع بـ"الكارثة البيئية".

وأكد الصالح أن "سوريا الجديدة" تعمل بتعاون وثيق بين جميع المؤسسات والوزارات لوضع خطة شاملة لحماية الغابات ومنع تكرار مثل هذه الحرائق مستقبلاً، كما وجه الشكر للأردن وتركيا ولبنان على دعمهم الجوي واللوجستي، بالإضافة إلى فرق الإطفاء المحلية التي تضم متطوعين من مختلف المحافظات السورية.

وفق وقت سابق اليوم، أعلنت الأمم المتحدة، عبر المتحدث باسمها ستيفان دوجاريك، أن فرقها الميدانية تجري تقييمات عاجلة لتحديد حجم الأضرار والاحتياجات الإنسانية الفورية في المناطق المتضررة.

وأشار آدم عبد المولى، المنسق الإنساني للأمم المتحدة في سوريا، إلى أن الحرائق تسببت في نزوح مئات العائلات ودمار واسع في الأراضي الزراعية والبنية التحتية، مؤكدًا التزام المنظمة بدعم السلطات السورية والمجتمعات المتضررة.

ويعزو خبراء الأرصاد الجوية ومنظمات الإغاثة هذه الحرائق إلى أسوأ موجة جفاف تشهدها سوريا منذ عقود، حيث انخفضت هطولات الأمطار في الموسم الماضي بنسبة 40% عن المعدل، مما جعل الغابات جافة وقابلة للاشتعال بسهولة.

كما أعاقت مخلفات الحرب، مثل الألغام والذخائر غير المنفجرة، جهود الإطفاء في المناطق الوعرة.

وتشير تقديرات إلى أن الحرائق دمرت حوالي 3% من إجمالي الغطاء الحرجي في سوريا، مع تأثيرات كبيرة على سبل عيش السكان المحليين، حيث تضررت مزارع الزيتون والمواشي والبنية التحتية الحيوية.

مقالات متعلقة