بلدي
تلقت سوريا أول تعويض من نوعه منذ عقود لمواجهة الجفاف، إذ حصل برنامج الأغذية العالمي على 7.9 مليون دولار بموجب وثيقة تأمين مناخية، صُممت لمواجهة تداعيات الجفاف المتفاقم في البلاد.
وقال ماثيو دوبرويل، كبير مستشاري البرنامج لشؤون التمويل والتأمين ضد مخاطر الكوارث والمناخ، إن هذه الوثيقة تم تفعيلها بعد تحقق شروط الجفاف في ثلاث مناطق سورية، مؤكداً أن منطقتين استوفتا المعايير بالكامل، بينما بلغت النسبة في المنطقة الثالثة 80%.
الوثيقة، التي تبلغ قيمتها الإجمالية 9.25 مليون دولار، جرى الإعلان عنها لأول مرة في شباط/فبراير، وتم تطويرها بالشراكة مع شركات “هاودن” و”هيسكوكس” و”سويس ري”.
وتهدف إلى تمويل تدخلات إغاثية عاجلة لمواجهة الجفاف، في وقت تتفاقم فيه الكوارث المناخية نتيجة الوضع السياسي الهش في سوريا.
وأكد دوبرويل أن إطلاق هذه الوثيقة جاء في سياق توسيع برنامج الأغذية العالمي لنطاق تغطيته التأمينية ليشمل الدول الهشة الواقعة خارج التجمعات الإقليمية الأربع للمخاطر.
من جهته، أشار جاريث ديفيز، رئيس قسم الحلول البارامترية في “هاودن”، إلى أن سرعة صرف هذا التعويض تعكس الفعالية العالية لهذا النوع من التأمينات المناخية.
وكان منتدى تطوير التأمين قد صرح سابقاً بأن هذه الوثيقة ستُمكّن البرنامج من الاستجابة السريعة لتداعيات الجفاف، مما يُسهم في حماية المكاسب التنموية ومنع العائلات المتضررة من اللجوء إلى وسائل تأقلم قاسية، مثل تقليص الوجبات الغذائية، أو إخراج الأطفال من المدارس، أو بيع مصادر الدخل من الماشية والدواجن.
وفي ظل الأزمات المتواصلة والاضطرابات السياسية في سوريا، حذّر المنتدى من أن التأثيرات المناخية ستزداد حدة، وهو ما يجعل أدوات التمويل المبتكرة هذه أكثر أهمية من أي وقت مضى.