بلدي - سلامة محمد
تفاقمت معاناة أهالي مدينة الرقة مع اشتداد موجة الحرّ التي تجاوزت درجاتها 45 درجة مئوية، وسط انقطاعات طويلة في التيار الكهربائي لا تتجاوز ساعات التغذية النظامية خلالها ساعتين يوميًا، فيما يتجاوز التقنين 18 ساعة، ما يدفع السكان للبحث عن بدائل مكلفة يصعب تحمّلها في ظل الأوضاع الاقتصادية المتدهورة.
يقول مراسل "بلدي نيوز" في الرقة إن الأهالي يحصلون عادة على ساعتين من الكهرباء النظامية في الصباح، مقابل أربع ساعات من تغذية مولدات "الأمبيرات" مساءً، وهي خدمة باهظة التكلفة، وسط مطالبات بزيادة ساعات الكهرباء النظامية في ظل حرارة الصيف المرتفعة.
محمد علي (55 عاماً)، صاحب بقالية في شارع القطار، يصف الوضع بالقول: "الطاقة الشمسية ما عادت رفاهية، صارت ضرورة بكل محل وبيت بالرقة. الكهربا النظامية ما بتجي إلا ساعتين أو ثلاث بالكثير، وعدنا مواد بالبراد إذا انقطعت الكهربا بتخرب وبتروح علينا".
ورغم انخفاض أسعار الألواح الشمسية بعد سقوط النظام، لا تزال كلفتها عائقًا أمام شريحة واسعة من السكان. يقول عبد الرحيم الخلف (35 عاماً)، موظف في الإدارة الذاتية: "أقل منظومة طاقة شمسية تكلف 800 دولار من دون تركيب، وتشغل فقط الأساسيات، بينما راتب الموظف ما بيوصل 100 دولار بالشهر، يعني بدنا 8 شهور نجمع حقها إذا ما أكلنا ولا شربنا".
من جانبه، اضطر خليل الحمد (30 عاماً)، ويعمل في الأعمال الحرة، إلى شراء منظومة طاقة شمسية بالتقسيط رغم صعوبته. يوضح: "عندي طفل رضيع، والحر شديد، وفترات الانقطاع طويلة. الأمبيرات غالية كتير، بدفع 24 ألف ليرة على 4 أمبيرات، وما بتشغل غير المكيف الصحراوي والبراد والإنارة، فكان أرحم أشتري المنظومة".
في ظل هذه الأوضاع، يطالب الأهالي الجهات المعنية بتحسين واقع الكهرباء وزيادة ساعات التغذية النظامية، خاصة خلال فصل الصيف، للتخفيف من الأعباء المعيشية التي أثقلت كاهل السكان.