بلدي - حسام الحاج
أفادت مصادر محلية في مدينة صافيتا التابعة لمحافظة طرطوس، صباح اليوم الأحد 6 تموز/ يوليو الجاري، بالعثور على منشورات تحريضية تحمل خطاب كراهية ضد أبناء الطائفة المسيحية، موزعة في عدد من الشوارع والأحياء.
وتضمنت المنشورات التي اطلعت عليها "بلدي نيوز" دعوات صريحة للعنف والاعتداء على المدنيين بدوافع دينية، مستخدمة عبارات تحرض على القتل والحرق والتهجير، في سابقة خطيرة تُعد تهديداً مباشراً للسلم الأهلي.
الحادثة أثارت حالة من القلق والغضب في أوساط الأهالي، وطالب سكان المدينة بفتح تحقيق عاجل ومحاسبة المتورطين، محذرين من أي محاولات لزرع الفتنة وزعزعة الاستقرار خلال المرحلة الانتقالية التي تمر بها البلاد.
ورغم أن المنشورات وُقّعت باسم فصيل يطلق على نفسه "لواء أنصار السنة"، أشار ناشطون محليون إلى وجود مؤشرات تشكك بصحة هذه النسبة، مرجحين تورط جهات مرتبطة بالنظام السابق في صياغتها ونشرها، بالنظر إلى اللغة المستخدمة ومحاولة الزج باسم الرئيس الانتقالي أحمد الشرع (المعروف سابقاً باسم أبو محمد الجولاني).
وقال مدير "المرصد الآشوري لحقوق الإنسان"، في منشور عبر صفحته على "فيسبوك": "وصلتنا أنباء مقلقة للغاية حول توزيع منشورات تحريضية من قبل من يُطلق على نفسه (لواء أنصار السنة) في صافيتا، تدعو صراحة إلى قتل المسيحيين وهدم كنائسهم، وتروج لخطاب كراهية يهدد السلم الأهلي".
وأضاف: "هذه ليست حوادث فردية بل تتكرر بشكل شبه منتظم، ما يثير مخاوف من وجود أيادٍ خفية أو شركاء في السلطة يسعون لإشعال الفتنة الطائفية لتحقيق مكاسب سياسية أو انتقامية".
ووجّه رسالة مباشرة إلى الرئيس الانتقالي أحمد الشرع والحكومة المؤقتة، قال فيها: "إذا كانت نيتكم فعلاً بناء دولة مدنية عادلة، فعليكم أولاً لجم المتطرفين الذين يتحركون تحت مظلتكم أو في مناطق نفوذكم. لا يمكن بناء وطن على أساس الكراهية والإقصاء".
يُذكر أن تنظيماً يعرف باسم "سرايا أنصار السنة" تبنى الهجوم على كنيسة مار إلياس في حي الدويلعة بدمشق في حزيران/ يونيو، والذي أسفر عن مقتل ٢٥ شخصاً وإصابة ٦٣ آخرين، بحسب وزارة الصحة السورية.
لكن وزارة الداخلية كانت قد أعلنت في بيان منفصل أنها فككت خلية إرهابية تابعة لتنظيم "داعش" تقف خلف الهجوم ذاته، ما يزيد من الغموض حول هوية الفاعلين ودوافعهم.