بلدي
أعلنت إيران، مساء الإثنين، عن تنفيذ هجوم صاروخي استهدف قاعدة العديد الجوية الأمريكية في قطر، وذلك رداً على ضربات أمريكية طالت ثلاث منشآت نووية إيرانية خلال عطلة نهاية الأسبوع، في حين أكدت تقارير إعلامية أن طهران أبلغت واشنطن والدوحة مسبقاً بالهجوم.
وأكد المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني أن القوات المسلحة الإيرانية استخدمت ستة صواريخ باليستية قصيرة ومتوسطة المدى في الهجوم، مشيراً إلى أن عدد الصواريخ يعادل عدد القنابل التي استخدمتها الولايات المتحدة في هجومها على المنشآت النووية الإيرانية.
ونقلت وكالة "رويترز" عن مصادر دبلوماسية أن إيران أبلغت الولايات المتحدة والدوحة مسبقاً بالهجوم، في خطوة وصفتها صحيفة "نيويورك تايمز" بأنها تهدف إلى تقليل الخسائر البشرية.
وأكدت وزارة الدفاع القطرية أن أنظمة الدفاع الجوي القطرية نجحت في اعتراض الصواريخ، مشيرة إلى عدم وقوع أي خسائر بشرية بفضل الإجراءات الاحترازية التي شملت إخلاء القاعدة مسبقاً.
وأفادت شبكة "سي إن إن" أن الطائرات العسكرية الأمريكية المرابطة في قاعدة العديد، التي تُعد أكبر قاعدة أمريكية في الشرق الأوسط وتضم حوالي 10,000 جندي، تم نقلها نهاية الأسبوع الماضي تحسباً للهجوم.
وأوضحت مصادر أمريكية لشبكة "فوكس نيوز" أن الجيش الأمريكي كان على علم بالهجوم الإيراني الوشيك واستعد له، مما منع وقوع أي مفاجآت.
وتم الإعلان عن الهجوم عبر التلفزيون الإيراني الرسمي، مصحوباً بموسيقى عسكرية وتعليق وصف العملية بأنها "رد قوي وناجح" على العدوان الأمريكي.
وشهدت العاصمة القطرية الدوحة ومدينة لوسيل المجاورة انفجارات وتحليق مقذوفات في السماء، بعد إغلاق قطر لمجالها الجوي كإجراء احترازي في أعقاب تهديدات إيران.
وأشار مسؤول أمريكي إلى أن أياً من الصواريخ الإيرانية لم تصب القاعدة مباشرة، بفضل فعالية الدفاعات الجوية القطرية والأمريكية.
وأدانت قطر الهجوم بشدة، واصفة إياه بـ"الانتهاك الصارخ" لسيادتها، وأكدت احتفاظها بحق الرد بما يتماشى مع القانون الدولي، وأعربت وزارة الخارجية القطرية، عبر المتحدث الرسمي ماجد الأنصاري، عن استنكارها للهجوم الذي نفذه “الحرس الثوري الإيراني”، مشددة على أن الأوضاع الأمنية في البلاد مستقرة.
وفي الوقت نفسه، أكد البيان الإيراني أن الهجوم لم يشكل تهديداً لقطر، واصفاً إياها بـ"الدولة الشقيقة والصديقة".
ولم يقتصر الهجوم الإيراني على قطر، حيث أفاد مسؤول أمني عراقي بإطلاق صواريخ على قاعدة أين الأسد الأمريكية في العراق، التي فعّلت أنظمة دفاعها الجوي تحسباً للهجوم، كما أشار مصدر أمني سوري إلى وضع القاعدة الأمريكية الرئيسية في سوريا في حالة تأهب قصوى، خشية هجمات محتملة من إيران أو حلفائها.
وأدانت دول إقليمية، بينها السعودية ومصر ولبنان والبحرين، الهجوم الإيراني، معربة عن تضامنها مع قطر.
ويأتي الهجوم الإيراني في أعقاب ضربات أمريكية استهدفت منشآت نووية إيرانية، بما في ذلك موقع فوردو المدفون تحت جبل جنوب طهران، في عملية أمريكية أطلق عليها اسم "مطرقة منتصف الليل". وتعهد اللواء سيد عبد الرحيم موسوي، رئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية، بالرد الحازم على هذه الضربات، واصفاً إياها بـ"الجريمة" التي لن تمر دون عقاب.
ورغم التصعيد العسكري، تشير بعض التقارير إلى رغبة إيران في تجنب التصعيد الشامل، حيث أشارت وكالة "أسوشيتد برس" إلى أن اختيار إيران لقاعدة العديد، الواقعة بعيداً عن المناطق السكنية، وتساوي عدد الصواريخ مع القنابل الأمريكية، قد يكون إشارة إلى نيتها تحقيق رد رمزي دون استفزاز مواجهة شاملة.