بحث

"الناشط المسيحي".. توصيف من قناة الإخبارية السورية يثير استياء نشطاء سوريين

بلدي - حسام الحاج 

أثار تقديم القناة الإخبارية السورية الرسمية للناشط الحقوقي حسام القس بصفته "ناشطا  مسيحياً"، خلال استضافته للتعليق على التفجير الإرهابي الذي استهدف كنيسة مار إلياس في حي الدويلعة بدمشق، موجة انتقادات واسعة بين ناشطين وصحفيين سوريين على مواقع التواصل، معتبرين أن هذا التوصيف يحمل "بعدًا طائفيًا غير مبرر" ويتناقض مع قيم المواطنة.

وجاءت الاستضافة مساء الأحد 22 حزيران/يونيو، عقب التفجير الذي أودى بحياة العشرات بين قتيل وجريح. وخلال التغطية، قدّمت القناة الضيف بصفته "ناشطا  مسيحيا  حقوقيا"، وهو ما اعتبره كثيرون "انحرافا عن المهنية"، لا سيما من قناة رسمية يُفترض أن تخاطب السوريين بصفتهم الوطنية الجامعة، بعيدًا عن تصنيفات طائفية أو دينية.

ورأى متابعون أن التوصيف يوحي وكأن الضيف يتحدث باسم طائفة معينة، لا بصفته كمواطن وحقوقي سوري، وهو ما وصفه البعض بأنه "تعاطٍ غير مسؤول" مع حدث يمسّ جميع السوريين.

من جهته، علّق الناشط حسام القس على صفحته في فيسبوك، قائلًا: "قامت قناة الإخبارية السورية باستضافتي للتعليق على تفجير كنيسة مار إلياس في دويلعة. مع كل احترامي للقناة وكادرها، وكل من يعمل بها، وكل الجهود التي بذلوها لتغطية الحدث الجلل الذي ضرب سوريا والسوريين، ومع تفهمي لحالة التخبط والارتباك التي تمر بها مؤسسات الدولة، ومنها مؤسساتها الإعلامية، إلا أن تقديمي للمشاهدين كـ‘ناشط مسيحي’ مع أني قدمت نفسي وصفتي قبل الخروج على البث المباشر كـ‘ناشط حقوقي’، أعتبره خطأ غير مقصود من كادر القناة".

وأضاف القس:"من المفروض أن يتم تقديم الضيوف بحسب رغبة الضيف، لا بحسب أهواء القائمين على القناة". وختم بالقول إنه يتمنى للقناة وكادرها النجاح والتوفيق، رغم هذا الخطأ.

وتعكس الحادثة بحسب مراقبين هشاشة الخطاب الإعلامي الرسمي في سوريا، وغياب المعايير المهنية في التغطية، لا سيما في ما يتعلق بالتوصيفات التي يُفترض أن تكرّس المواطنة الجامعة وتبتعد عن تأطير السوريين ضمن هويات فرعية.

 

مقالات متعلقة