بلدي
أكدت وزارة الداخلية السورية أن الهجوم الإرهابي الذي نفذه انتحاري تابع لتنظيم "داعش" في كنيسة مار إلياس بحي الدويلعة بدمشق يستهدف "كل السوريين وليس طائفة بعينها"، مشددة على أن "دور العبادة خط أحمر".
وأعلنت وزارة الصحة ارتفاع حصيلة الضحايا إلى 22 شهيداً و63 مصاباً، وسط إدانات دولية واسعة وتعهدات بمحاسبة المتورطين.
وفي مؤتمر صحفي، قال المتحدث باسم وزارة الداخلية، نور الدين البابا، إن "التحقيقات الأولية تشير إلى وجود منفذ واحد للهجوم الإرهابي"، مضيفاً أن "الهدف هو إظهار الدولة السورية عاجزة عن حماية مواطنيها، وهو استهداف لكل السوريين وليس طائفة بعينها".
وأكد أن "دور العبادة خط أحمر"، مشيراً إلى أن "تنظيم داعش يهدف إلى بث الفرقة الطائفية ودفع المكونات للجوء إلى السلاح، خاصة استهداف الموقف الوطني للمكون المسيحي".
وأوضح البابا أن "الدولة السورية تبذل كل الجهود لإحباط العمليات الإرهابية"، مشيراً إلى أن "الاستخبارات العامة ووزارة الداخلية داهمتا مؤخراً خلايا لتنظيم داعش في دمشق وحلب، وأحبطتا هجومين مماثلين سابقاً".
وأضاف أن "هذا الهجوم هو الثالث من نوعه، وفلول النظام البائد لهم مصلحة في إشاعة الفوضى بالتعاون مع داعش"، وتعهد بـ"محاسبة جميع المتورطين" و"ترميم الكنيسة وإعادتها إلى ما كانت عليه"، داعياً وسائل الإعلام إلى "توخي المسؤولية الوطنية والإنسانية في نقل الأخبار".
وأشار البابا إلى أن "مشكلة داعش متداخلة فكرياً واجتماعياً، لكن الجانب الأمني هو الطاغي"، مؤكداً أن "تنظيم داعش سيفشل في ضرب السلم الأهلي"، والتعويل على "دور الإعلام الوطني في التوعية بمخططات التنظيم".
من جهة أخرى، أدانت دول عدة الهجوم بأشد العبارات، بما في ذلك الولايات المتحدة وفرنسا وبلجيكا ولبنان وقطر والإمارات والسعودية وسلطنة عمان وتركيا، إلى جانب المبعوث الأممي غير بيدرسون.
وأعربت هذه الدول عن تضامنها مع سوريا في مواجهة الإرهاب، محذرة من محاولات زعزعة الاستقرار وإثارة الفتنة الطائفية.
ووقع الهجوم مساء الأحد، حين اقتحم انتحاري تابع لتنظيم "داعش" كنيسة مار إلياس أثناء إقامة قداس، وفجر نفسه باستخدام سترة ناسفة.
والجدير بالذكر أن هذا الهجوم الإرهابي هو الأول من نوعه في سوريا، منذ الإطاحة بنظام بشار الأسد في كانون الأول/ديسمبر 2024.