بلدي
انسحبت القوات الأمريكية من قاعدتين عسكريتين إضافيتين في شمال شرق سوريا، هما قاعدتا "استراحة الوزير" و"تل بيدر" في محافظة الحسكة، مما يرفع عدد القواعد التي غادرتها القوات الأمريكية منذ تولي الرئيس دونالد ترامب منصبه إلى أربع قواعد على الأقل من أصل ثماني.
ويأتي هذا الانسحاب في إطار خطة أعلنت عنها إدارة ترامب هذا الشهر لتقليص الوجود العسكري الأمريكي في سوريا إلى قاعدة واحدة فقط في المناطق التي تسيطر عليها “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) في شمال شرق سوريا.
وخلال زيارة ميدانية أجراها مراسلو “رويترز” الأسبوع الماضي، تبين أن القاعدتين مهجورتان إلى حد كبير، حيث تحرسهما وحدات صغيرة من “قسد”.
وأشارت التقارير إلى أن الكاميرات الأمنية التي كانت مستخدمة في القواعد التي تستضيف قوات التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة قد أُزيلت، كما بدأت الأسلاك الشائكة المحيطة بالقواعد بالتآكل.
وأكد سياسي كردي يقيم في إحدى القاعدتين أن القوات الأمريكية لم تعد موجودة، بينما أفاد حراس من “قسد” في القاعدة الثانية أن القوات الأمريكية غادرت مؤخراً، لكنهم رفضوا تحديد توقيت المغادرة. ولم تصدر وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) أي تعليق رسمي حول هذه التطورات.
وفي مقابلة أجرتها “رويترز” يوم الجمعة مع قائد “قسد” مظلوم عبدي، بقاعدة الشدادي الأمريكية، حذر عبدي من أن تقليص الوجود العسكري الأمريكي إلى بضع مئات من الجنود في قاعدة واحدة "لن يكون كافياً" لمواجهة التهديد المتزايد من تنظيم “داعش”.
وقال عبدي: "لقد زاد تهديد تنظيم الدولة الإسلامية بشكل ملحوظ في الآونة الأخيرة. لكن هذه هي خطة الجيش الأمريكي. نحن على علم بها منذ فترة طويلة، ونعمل معهم لضمان عدم وجود ثغرات وللتأكد من قدرتنا على مواصلة الضغط على تنظيم الدولة الإسلامية".
وبعد ساعات من المقابلة، أفاد مصدران أمنيان من “قسد” أن ثلاثة صواريخ إيرانية الصنع استهدفت قاعدة الشدادي، لكن أنظمة الدفاع الأمريكية تمكنت من إسقاطها، وتزامن هذا الهجوم مع تصعيد إسرائيل لحربها الجوية ضد إيران، مما يثير مخاوف من اتساع نطاق الصراع الإقليمي.
ورفض عبدي التعليق على تأثير الصراع الإسرائيلي-الإيراني على سوريا، معرباً عن أمله في ألا يمتد الصراع إلى الأراضي السورية، ومؤكداً شعوره بالأمان داخل القاعدة الأمريكية.
الجدير بالذكر أن إدارة “ترامب” أعلنت في نيسان الفائت عن خطط لتقليص عدد القوات إلى أقل من 1000، مع إغلاق ثلاث قواعد، بما في ذلك "جرين فيليج" و"الفرات"، بالإضافة إلى القاعدتين المذكورتين حديثاً، وأثار هذا القرار مخاوف من حدوث اضطرابات أمنية، خاصة مع وجود حوالي 9000 سجين من مقاتلي “داعش” في سجون تديرها “قسد”، إلى جانب عشرات الآلاف من عائلاتهم في مخيمات مثل مخيم الهول.