بلدي
كشفت صحيفة "واشنطن بوست" عن إفادات مثيرة لمسؤول أمني سوري سابق، تشير إلى أن الصحفي الأميركي أوستن تايس، الذي اختفى في سوريا عام 2012، أُعدم في العام التالي بأمر مباشر من بشار الأسد.
هذه الشهادة تعيد تسليط الضوء على واحدة من أكثر القضايا تعقيداً وغموضاً في سجل الانتهاكات بحق الصحفيين في سوريا.
وبحسب الصحيفة، فإن المسؤول السوري السابق، المدعو الحسن، أدلى بشهادته في نيسان الماضي خلال جلسة تحقيق مشتركة بين مكتب التحقيقات الفيدرالي الأميركي ووكالة الاستخبارات المركزية، وبحضور مسؤولين لبنانيين في بيروت.
الحسن، الذي وُصف بأنه من المقربين من الأسد، أبلغ المحققين أن قرار إعدام تايس جاء عقب محاولته الفرار من زنزانته، وأنه شخصياً نفّذ القرار عبر أحد معاونيه، رغم محاولته – كما قال – إقناع الأسد بالإبقاء عليه على قيد الحياة نظراً لأهميته كورقة ضغط في التعامل مع الولايات المتحدة.
مصادر مطلعة تحدثت للصحيفة أبدت تشككها في رواية الحسن حول محاولته منع تنفيذ القرار، معتبرة ذلك محاولة للتهرب من المسؤولية، لكن الجزء المتعلق بإصدار الأسد الأمر المباشر بالقتل اعتُبر "موثوقاً بدرجة كبيرة" بحسب أحد المطلعين.
التحقيق الأميركي في مصير الصحفي تايس لا يزال جارياً، حيث ذكرت الصحيفة أن الحسن قدّم للمحققين وصفاً دقيقاً لموقع يُعتقد أنه يحتوي على رفاته، وهو ما تسعى الجهات الأميركية إلى التحقق منه في الوقت الراهن.
وتعد هذه المعلومات، إن ثبتت صحتها، تطوراً بالغ الأهمية في القضية التي شغلت الرأي العام الأميركي والدولي لأكثر من عقد.