بلدي
كشف مسؤول رفيع في الاستخبارات الإسرائيلية، في تصريحات لقناة "فوكس نيوز" يوم السبت، عن تفاصيل جديدة حول العملية العسكرية الإسرائيلية الموسعة ضد إيران، التي أطلق عليها اسم “الأسد الصاعد"، في وقت حذرت فيه تقارير من اندلاع حرب شاملة وواسعة بين الطرفين.
وأكد المسؤول أن إسرائيل لديها "مزيد من المفاجآت" لطهران، مشيراً إلى أن الجزء الأكبر من الصراع قد ينتهي خلال أيام، فيما توعدت إيران برد "قاسٍ" يجعل إسرائيل والولايات المتحدة "تدفعان ثمناً باهظاً".
وأوضح المسؤول الإسرائيلي أن أحد الأسباب الرئيسية لشن الهجوم هو التقديرات الاستخباراتية التي تشير إلى أن إيران تمتلك حالياً حوالي 2000 صاروخ باليستي، مع توقعات بأن يصل العدد إلى 8000 صاروخ خلال العامين المقبلين، لافتاً إلى أن هذا التهديد، إلى جانب تقدم البرنامج النووي الإيراني، دفع إسرائيل إلى اتخاذ "ضربة استباقية" لإحباط ما وصفه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بـ"التهديد المزدوج" المتمثل في السلاح النووي والصواريخ الباليستية.
وأكد على أن أميركا تقف إلى جانب إسرائيل، مضيفًا أنه العملية "منسقة بالكامل" مع تل أبيب، وطريقة وقوف الولايات المتحدة بجانب إسرائيل “غير مسبوقة”، حسب تعبيره.
وفي كلمة متلفزة بثت مساء السبت، أكد نتنياهو أن إسرائيل "حققت إنجازات كبيرة" في العملية، مشيراً إلى أن الجيش الإسرائيلي وجه "ضربة قاصمة" للبرنامج النووي الإيراني، واستهدف موقع التخصيب الرئيسي في إيران.
وتوعد نتنياهو بأن الطائرات الإسرائيلية "ستُشاهَد قريباً في أجواء طهران"، مضيفاً أن إسرائيل ستضرب "كل موقع وهدف تابع لإيران".
وردت إيران على الهجوم الإسرائيلي بإطلاق أكثر من 100 طائرة مسيرة وصواريخ باليستية باتجاه إسرائيل، في عملية أطلقت عليها اسم "الوعد الصادق 3"، وأعلن الحرس الثوري الإيراني استخدام "صواريخ ذكية ذات دقة عالية"، بما في ذلك صواريخ "فتح" و"خرمشهر-4 (خيبر)" و"جهاد"، التي تتميز بقدراتها على المناورة وتفادي الدفاعات الجوية.
وأسفرت الهجمات الإيرانية عن مقتل ثلاثة إسرائيليين وإصابة أكثر من 70 آخرين، مع أضرار كبيرة في منطقة تل أبيب الكبرى، وفقاً لتقارير إعلامية إسرائيلية.
وأعلنت إيران رفع مستوى الجاهزية العسكرية إلى الحد الأقصى، متوعدة برد "شامل وقاسٍ". وقال العميد أبو الفضل شكارجي، المتحدث باسم القوات المسلحة الإيرانية، لوكالة "إرنا" إن "إسرائيل والولايات المتحدة ستتلقيان ضربة قاسية"، مؤكداً أن إيران ستجعل العدو "يندم على أفعاله".
أكد المسؤول الإسرائيلي أن الولايات المتحدة "منسقة بالكامل" مع إسرائيل، واصفاً دعم واشنطن بـ"غير المسبوق". وأشار إلى أن الرئيس الأمريكي دونالد ترمب سيحضر اجتماعاً لمجلس الأمن القومي صباح الجمعة لمناقشة التطورات. وفي سياق متصل، أعلن البيت الأبيض دعمه للعمليات الإسرائيلية، مما أثار مخاوف من تصعيد إقليمي أوسع.
وأثارت العملية الإسرائيلية صدمة في المجتمع الدولي، مع دعوات من عدة دول للتهدئة وضبط النفس.
ويرى مراقبون أن عملية "الأسد الصاعد" نقطة تحول في الصراع بين إسرائيل وإيران، حيث كشفت عن تفوق إسرائيلي عسكري واستخباراتي، ولكنها فتحت الباب أمام مخاطر تصعيد خطيرة، مع تهديدات إيران بالرد، ودعم الولايات المتحدة لإسرائيل، يبقى الشرق الأوسط على شفا مواجهة شاملة.