بلدي - (سلطان الشيخ)
طالب أهالي منطقة جبل الشيخ بريف دمشق، اليوم الإثنين، محافظ ريف دمشق ومدير منطقة قطنا والمسؤولين الأمنيين، بـالكشف الفوري عن ملابسات جرائم الاغتيال والحرق والاستهداف التي شهدتها المنطقة خلال الأيام الماضية، كما دعوا إلى عقد مؤتمر مصالحة شامل يضم جميع قرى جبل الشيخ وقطنا، وتوفير الحماية من أي تدخل خارجي أو عناصر هدامة تهدد السلم الأهلي.
جاء ذلك في بيان صادر عن الأهالي، حصلت شبكة "بلدي نيوز" على نسخة منه، أكدوا فيه تعاونهم الكامل مع الجهات الرسمية، مشيرين إلى أنهم جمعوا كافة الأدلة والمعلومات المتعلقة بالأحداث الأخيرة، بما في ذلك أسماء المتورطين وتفاصيل دقيقة عن الهجمات التي وقعت، وسلموا ملفاً متكاملاً إلى الجهات المعنية.
ويأتي البيان في أعقاب توترات اندلعت بعد مقتل المسؤول الأمني في قطنا، المعروف بـ"أبو الوليد"، في كمين مسلح نهاية الشهر الماضي. وقد استُغلت الحادثة، بحسب البيان، لتنفيذ اعتداءات طالت محال تجارية تعود لأبناء جبل الشيخ في منطقة مساكن رأس النبع، إضافة إلى هجوم مسلح استهدف قرية المقروصة بالأسلحة المتوسطة، في "انتهاك صارخ للسلم الأهلي"، وفق تعبير الأهالي.
وأكد الموقعون على البيان رفضهم القاطع لـ"محاولات التحريض وإثارة الفتنة بين أبناء الجبل والمنطقة"، مشيرين إلى أنه وبناءً على توجيهات مشايخ الجبل، تشكّلت لجنة محلية للتحقيق والحوار مع مختلف قرى المنطقة، من بينها: بيتيما، كفر حور، بيت سابر، بيت جن، عرنة، دربل، الرّيمة، بقعسم، قلعة جندل، عيسم، وقطنا.
وتحدث البيان عن تداعيات خطيرة للأحداث على حياة الأهالي، مشيرين إلى أن المزارعين تكبدوا خسائر فادحة نتيجة إغلاق الطرق، ما أدى إلى تلف المحاصيل وتهديد أرزاق العائلات، في حين يواجه طلاب الشهادتين الإعدادية والثانوية مصيراً مجهولاً مع تصاعد التوتر، كما تعذّر على الموظفين الحكوميين الوصول إلى أعمالهم، ما أصاب الخدمات العامة بالشلل.
وشدد أهالي جبل الشيخ على أنهم "ليسوا مجرد أرقام في تقرير أو سطوراً في خبر عابر"، بل "أبناء منطقة عرفت التعايش والسلم لعقود طويلة"، مشيرين إلى أن حق الجيرة والعِشرة و"الخبز والملح" يجب أن يكون الدرع الواقي من الاتهامات الباطلة ومحاولات زرع الفتنة بين الأشقاء.