بلدي نيوز - (أمين محمد)
أغلقت روسيا الباب مجددا أمام آمال تراود الأمم المتحدة بالتوصل اإلى حل سياسي في سوريا خلال الصيف الراهن بإعلانها الجمعة التمسك ببشار الأسد، ما يشير إلى أنها ليست بصدد الضغط عليه للموافقة على تشكيل هيئة حكم كاملة الصلاحيات تدير مرحلة انتقالية من دونه. وجدد وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف تمسك بلاده بحليفها الأبرز في الشرق الأوسط بشار الأسد، مشيرا أمام منتدى تعليمي للشباب في إحدى المقاطعات الروسية الجمعة إلى أنه قال لوزير الخارجية الأمريكي جون كيري في آخر لقاء جمعها في موسكو الجمعة قبل الفائتة إن تغيير بشار الأسد لن يتم إلا بإجراء انتخابات يكون الاخير مشاركا فيها.
وجاء كلام الوزير لافروف تأكيدا لموقف روسي معلن يدعم نظام بشار الأسد، توّجته موسكو بالتدخل العسكري المباشر في الثلاثين من أيلول الفائت عندما أوشك على السقوط أمام توالي الضربات العسكرية من قبل المعارضة السورية لقواته المنهارة، وخاصة في شمال سوريا. ويشكّل مصير بشار الأسد العقبة الكبيرة أمام التوصل إلى اتفاق سياسي يُنهي المأساة السورية التي بدأت منذ أكثر من خمس سنوات عندما أعلن النظام حربه المفتوحة على عموم السوريين الذين طالبوا بتغييره إثر عقود استبداد. وتصر المعارضة السورية على التمسك بقرارات دولية أبرزها إعلان جنيف الذي صدر في منتصف عام 2012، ويدعو إلى تشكيل هيئة حكم كاملة الصلاحيات تشرف على هيكلة مؤسسة الجيش والأجهزة الأمنية، ودستور جديد تتم بموجبه انتخابات نيابية، ورئاسية.
وقال رياض نعسان آغا وهو الناطق الرسمي باسم الهيئة العليا للتفاوض التابعة للمعارضة السورية في تصريح لـ"بلدي نيوز" أن تصريحات وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف "تعطل مسيرة التفاوض لأنها تقدم شروطا مسبقة تفرض ارادة روسية على نتائج المفاوضات"، وفق قوله.
وترى مصادر إعلامية مطلعة في موسكو أن تصريحات لافروف محاولة منه لـ"رفع السقف"، قُبيل مفاوضات قادمة "ربما تكون حاسمة"، وأشارت المصادر في حديث مع "بلدي نيوز" إلى أن الروس "يلعبون في موضوع بشار الأسد في محادثاتهم مع القوى الأخرى، ويلعبون مع الأسد في مصيره بطريقة تبقيه مطواعا لهم، وينفذ ما يريدون"، وفق المصادر.
وفي السياق، قال مبعوث الأمم المتحدة الخاص بسوريا ستافان دي ميستورا الجمعة إن الأمم المتحدة تأمل عقد جولة جديدة من محادثات السلام بين الأطراف السورية في جنيف في أغسطس/آب المقبل، مشيرا الى أن وزير الخارجية الأمريكي جون كيري ومسؤولين روس وافقوا على اتخاذ بعض "الخطوات الملموسة لمعالجة الأوضاع في سوريا مما قد يساعد في ذلك".
ويعقد مسؤولون أمريكيون وروس، ومسؤولون في الأمم المتحدة اجتماعات في جنيف الثلاثاء والأربعاء القادمين لمناقشة الوضع في سوريا، ومن المتوقع أن يعلن الموفد الأممي عقبها إلى جولة جديدة من مفاوضات جنيف بين المعارضة السورية والنظام.
وعلقت المعارضة السورية مشاركتها في مفاوضات السلام في جنيف التي ترعاها الأمم المتحدة احتجاجا على استمرار المجازر بحق السوريين، وعدم انصياع النظام للقرار الدولي 2254 الذي دعا إلى إطلاق سراح المعتقلين، وفك الحصار عن مدن وبلدات محاصرة، وتسهيل دخول مساعدات انسانية.
ورفض وفد النظام الدخول في صلب العملية التفاوضية، وهو الانتقال السياسي، وتشكيل هيئة حكم كاملة الصلاحيات، محاولا توجيه دفة التفاوض إلى ما يسميه "الإرهاب"، الأمر الذي رفضته المعارضة، معلنة تأجيل مشاركتها بالمفاوضات.
نعسان آغا لبلدي نيوز: موسكو تعطل مسيرة التفاوض
السبت : 23 يوليو 2016
