بحث

الصيد الأول من نوعه في التاريخ.. الثوار يحطمون أسطورة فلاديمير

بلدي نيوز - راني جابر (المحلل العسكري في موقع بلدي نيوز) 
نشرت مجموعة من المواقع الروسية تسجيلا مصورا نادرا من سوريا، يظهر وللمرة الأولى منذ بداية التدخل الروسي في سوريا تدمير أحدث دبابة لدى الجيش الروسي "T90"  المعروفة بـ"فلاديمير" بصاروخ "تاو".
وتظهر الدبابة التي اعتقد المصور أنها دبابة  T72 ليظهر بعد فحص الفيديو أنها دبابة T90، والتي تميز بسهولة من الرشاش المضاد للطائرات، الذي يبدو أن قائد الدبابة كان يطلق منه و(هو داخل الدبابة)، إضافة لمقياس سرعة الرياح، الواضح أعلى البرج ونسبة حجم البرج لحجم الدبابة، ونموذج الدرع على مقدمة جسم الدبابة.
لكن العلامة الأكثر تأكيداً على كونها دبابة T90، هي منبعا التشويش الموجودين على جانبي المدفع، فعلى برج الدبابة بجانب المدفع يظهر بوضوح منبعا التشويش لمنظومة "شتورا" والذين يعتبران من أجزاء منظومة "شتورا"، التي نشر لها النظام والروس قبل عدة أيام فيديو يدعون فيه أن منظومة "شتورا" حرفت صاروخي تاو أطلق نحو دبابة T90 في الصحراء السورية.
ويظهر في الفيديو أن الصاروخ قد أصاب الدبابة في القسم العلوي من البرج الغير مغطاة بدرع "تفاعلي"، وما يؤكد أن الدبابة أعطبت بعد أن أصابها الصاروخ هو هروب أفراد الطاقم الثلاثة من الدبابة بسرعة، ما يعني أن الصاروخ قد اخترق درع الدبابة، فهرب الطاقم قبل أن تنفجر، ولو لم يحدث خرق لما خرج طاقم الدبابة منها، ولبقي السائق على الأقل ليسحب الدبابة بعيدا، حيث تظهر كوة السائق مفتوحة ومزاحة لليمين بعد الضربة.
يعرف الروس بوجود احتمالية كبيرة لخرق دروع دبابات T90 بصواريخ التاو، ولذلك فقد بالغوا في الترويج لها وبالأخص لمنظومة التشويش المركبة عليها، مدعين أنها غير ممكنة الإصابة، وبأنها قادرة على التشويش على صواريخ تاو وغيرها، بسبب امتلاكها لمنظومة تشويش الكتروبصرية "شتورا"، وما يؤكد هذا الكلام هو وجود عدد من الصور لدبابات T90 في سوريا و قد وضعت عليها أكياس الرمل، بسبب الخشية عليها و محاولة زيادة حمايتها من صواريخ تاو .
فصاروخ تاو قادر على خرق 900 ملم في فولاذ التدريع، ودرع T90 لا يتجاوز هذه القيمة في معظم نقاطه، وبخاصة الأجناب والخلف.
إضافة لكون النقطة التي أصيبت فيها الدبابة في أعلى البرج أقل تدريعا من مقدمة البرج، ويمكن خرقها بصاروخ تاو، فلا يبدو أن الصاروخ اصطدم بالدروع التفاعلية للدبابة، بل اصطدم مباشرة بالدرع الرئيسي، ما ساعد على حدوث خرق للدرع في نقطة الصدم.
كذلك ولتجنب الإحراج الذي قد يحصل عند تدمير إحدى هذه الدبابات بيد الثوار، فلم يشغل الجيش الروسي هذه الدبابة بشكل مباشر، بل سلمها لعناصر النظام، حيث يدعي النظام أن عناصره هم من يشغلون هذه الدبابات، لتجنيب الروس الإحراج في حال دمرت تلك الدبابات.
إعطاب دبابة T90 الذي وثق بالفيديو سيكون له أثر كبير على الروح المعنوية لجيش النظام ومؤيديه، وسيكسر حالة الغطرسة التي أصابتهم مع بداية الحملة الروسية، التي أثبت الثوار أنهم قادرون على كسرها لو توفر لهم سلاح مناسب بكميات كافية، فتدمير هذه الدبابة سيجبر الروس على إجراء تعديل في تكتيكاتهم وخططهم خلال المعارك، وربما يدفعهم لإعادتها للخطوط الخلفية لمنع حصول خسائر كبيرة فيها، منعا لتشويه سمعتها، خصوصاً أن الثوار يسجلون إطلاق كل صاروخ تاو يرمونه، ما يعني أنهم سيوثقون أي عملية تدمير أخرى.
إضافة لكون تدمير دبابة T90 بصاروخ تاو، سوف يشجع الثوار على استهداف هذه النوعية بصواريخ تاو مرة أخرى بهدف تدميرها، لما لتدميرها من أهمية عسكرية ومعنوية.
حيث يعتبر صاروخ تاو فعالاً ضد دبابة T90 بشكل مؤكد في الأجناب والخلف، وباحتمالية كبيرة في المقدمة، فلو أصاب الصاروخ الدبابة تحت البرج في جانب البدن، لحصلنا على مشهد انفجار ضخم، ناتج عن كم الذخيرة المخزن في البرج تحت مقاعد الرامي والقائد، ضمن وحدة الملقم الآلي، مشابه لانفجارات دبابات T72 التي دمر منها العشرات سابقاً بيد الثوار.

مقالات متعلقة