بحث

مسؤول بولندي يحذر: ضربة بوتين القادمة قد تكون في أي مكان في العالم

The Guardian – ترجمة بلدي نيوز
قال مستشار الشؤون الخارجية للرئيس البولندي أن الطموحات الجيوسياسية الجديدة للرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد أدت إلى إدراك الولايات المتحدة أنها قد ارتكبت خطأ استراتيجيا بالابتعاد عن أوروبا، والاعتماد على  محور آسيا.
كرزيستوف سيجرزكي حث الغرب على أن الرئيس الروسي لم يعد ببساطة يسعى لاستعادة هيمنة بلاده في عصر الجمهوريات السوفيتية السابقة مثل أوكرانيا، بل وأيضاً بات يتبنى موقف عسكري أكثر هيمنة في جميع أنحاء العالم.
وقال سيجرزكي لصحيفة الجارديان: "إن سياسته الآن هي المواجهة الجيوسياسية، وبالتالي فإن الضربات القادمة من بوتين لن تكون محصورة فقط في مجال الاتحاد السوفييتي السابق، بل في أي مكان في العالم، ومن الخطأ أن نعتقد أن بوتين مكتفي بحدوده الإقليمية الضيقة، وكان خير دليل على ذلك هو سورية التي أظهرت أن هذا ما يسعى إليه".
وأضاف: "إن تدخل بوتين في سورية العام الماضي أظهر قدرة روسيا على نقل كميات كبيرة من المعدات، وبسرعة عبر مسافات بعيدة دون أن يلحظ أحد الاستعدادات لذلك، وقدرة بوتين على اختيار جبهات جديدة صعبة في جميع أنحاء العالم ينبغي أن يدق ناقوس الخطر بالنسبة لنا".
هذا وتحضر بولندا لعقد قمة حلف شمال الأطلسي في تموز، للضغط على التحالف لزيادة وجوده العسكري في أوروبا الشرقية، وذلك عن طريق إعداد لواءين ثقيلين هناك، مدعومين بتدريبات عسكرية مشتركة ومنتظمة ليصبحوا جزءاً أساسياً من خطط دفاع حلف شمال الاطلسي.
وقال سيجرزكي، يوم الجمعة، أن بولندا تشعر بالرضا حيال قرار الولايات المتحدة، الذي أعلنته في بداية الشهر من قبل وزير الدفاع الأمريكي، "آش كارتر"، وذلك بمضاعفة استثماراتها في المعدات الدفاعية إلى 3.4 مليار دولار أو (2.4 ) مليار يورو  في "مبادرة الاطمئنان الأوروبي".
وأضاف: "إن مضاعفة أوباما للمال هو إشارة إلى أن هناك شيء قد تغير في الجانب الآخر من المحيط الأطلسي، فأمريكا لأول مرة منذ بضع سنوات، تعود إلى أوروبا، لأن اعتمادها على محور آسيا كان خطأ". 
وتريد بولندا من حلف شمال الاطلسي أن يجهز اثنين من الألوية العسكرية - عادة ما بين 3000 و 5000 جندي - على الأراضي البولندية رداً على التدخل الروسي في أوكرانيا، حيث تنفي موسكو أنها تساعد نشاط المتمردين الموالين لروسيا.
من جهتها، كانت قوات التحالف مترددة حتى الآن في نشر قوات بشكل دائم في وسط أوروبا، لأن بعض الدول تخشى من انتهاك اتفاق الناتو مع روسيا، المتعلق بحجم القوات المفترض نشرها من قبل التحالف في بلدان حلف وارسو السابق عام 1997، وبولندا واحدة منها.
وأضاف سيجرزكي: "يجب على قوات الناتو أن تكون موجودة على الجهة الشرقية، لأن  روسيا على الجانب الآخر من الحدود تقوم ببناء قدراتها الهجومية في المنطقة، ولذلك على الناتو أن يجهز قوات موازية ومطابقة لها، فروسيا هي من تتحدى مستوى الأمن في المنطقة من خلال تصرفاتها وقراراتها".
وأردف: "يجب على الناتو أن يعود إلى جذوره، فهو تحالف مفترض به أن يدافع عن أراضيه بشكل متحد، وبالتالي عليه أن يكون قادراً على حماية أي عضو من أعضاءه، وهذا يعني تعزيز وجود قواتنا".

مقالات متعلقة