The Washington Post – ترجمة بلدي نيوز
أصدر مجلس الأمن الدولي قراراً بالإجماع يوم الجمعة، يطالب فيه جميع الأطراف بإيقاف الهجمات ضد المدنيين والأهداف المدنية، وكذلك الاستخدام العشوائي للأسلحة، بما في ذلك القصف الجوي .
وبعد أقل من 48 ساعة، نفذت الطائرات الروسية ما لا يقل عن ستة غارات جوية على أهداف مدنية في مدينة إدلب السورية، مما أسفر عن مقتل عشرات الأشخاص.
الهجمات الجوية كانت انتهاكاً صارخاً للقرار الذي لم يمر وقت طويل منذ أن صوتت روسيا عليه، وهي مؤشر على مدى احترام فلاديمير بوتين للصفقات الدبلوماسية المتعلقة بسورية والتي تدفع إليها إدارة اوباما.
ووفقاً لمصادر محلية نقلت عنها وكالة رويترز ومراسل واشنطن بوست "هيو نايلور"، فقد استهدف القصف الروسي سوقاً في قلب مدينة إدلب، فضلاً عن بناء محكمة، وقال عمال الإنقاذ لرويترز أنه تم تأكيد مقتل 43 شخص وعشرات من الجثث التي لم يتم تحديدها بعد لأنها ما زالت تحت الانقاض، ومع أن البلدة يسيطر عليها ثوار معظمهم من الفصائل الإسلامية، إلا أن المنطقة ليست قريبة من أي مكان تحت سيطرة التنظيم.
ليس فقط الإحراج ما يجب أن يشعر به سفراء مجلس الأمن من هذا الانتهاك، بل يجب أن يشعروا بالغضب، كما أن وزير الخارجية الأمريكي "جون كيري" الذي خرج الثلاثاء الماضي من لقاء مع السيد بوتين، قد قال أن الحاكم الروسي سوف يضع "بالحسبان" اعتراضات السيد كيري على الغارات الجوية الروسية على أهداف سورية خارج مناطق التنظيم.
مرة أخرى، لم يعر السيد بوتين أي اهتمام لقلق الولايات المتحدة ورماها خارج حساباته مباشرة بعد أن غادر كيري موسكو، وعلى الأرجح لم يكن للرئيس الروسي أي نية بتغيير سياسته التي تزعم الحرب ضد تنظيم الدولة فيما تركز هجماتها على القوات المناهضة للأسد، لحماية للديكتاتور السوري.
وفي القتال مع الأسد، انتهجت روسيا تكتيكاته _ والتي تشمل ليس فقط قصف قوات المعارضة بل و أيضاً المنشآت المدنية في أي منطقة خاضعة لسيطرة الثوار، ووفقا لتقرير حديث للأمم المتحدة، فقد استهدف القصف الروسي العشرات من المستشفيات والمخابز في شمال سوريا - مرة أخرى، بعيداً عن تنظيم الدولة، ويعتقد عمال الإغاثة أن هذه المرافق قد استهدفت عمداً، وفقاً لبوست "ليز سلاي" في الصحيفة.
وقال تقرير جديد صادر عن هيومن رايتس ووتش، يوم الأحد، أن القوات الروسية والسورية تستخدم الذخائر العنقودية في المناطق المدنية_ في انتهاك آخر لقرار الأمم المتحدة بشأن سورية، وأضاف التقرير أنه تم استخدام هذه القنابل في 20 حادثة على الأقل منذ بدأت روسيا وسوريا هجومهم المشترك في 30 أيلول، وتم الإبلاغ عن هجمات في تسعة مواقع، وتوثيق مقتل 35 مدني على الأقل بينهم 17 طفلاً.
إذاً، السيد كيري يروج أن قرار الأمم المتحدة لأول مرة سيحدد جدولاً زمنياً لانتقال سياسي في سورية، والتي بموجبه سيتم كتابة دستور جديد وإجراء انتخابات تعقد في غضون 18 شهرا.
ولكن الأكثر واقعية، أن هذا القرار سيدعو لإيقاف إطلاق النار في وقت مبكر، لكي يعطي المجال للمدنيين السوريين بعض الراحة التي هم بأمس الحاجة إليها_ ليس لتنتهي مأساتهم بل ليستطيع جميع الأطراف التركيز على محاربة تنظيم "الدولة الإسلامية".
وذلك ومن أجل أن يكون للقرار أي معنى، يجب على روسيا وإيران أن تكونا مستعدتان لفرض شروطهما على الرئيس الأسد وإسقاط حملتهما لتدمير جماعات المعارضة المدعومة من الغرب. وبعد أحداث يوم الأحد، نستشف من تقييم وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، رأيه بالقرار الجديد بقوله: "أنا لست متفائلا جدا بشأن ما تم تحقيقه".
القرار الأممي بشأن سوريا إلى الفشل بسبب روسيا
الأربعاء : 23 ديسمبر 2015
