بلدي نيوز - راني جابر (المحلل العسكري لموقع بلدي نيوز)
نشرت مؤخراً عدة صور وتسجيلات من ريف اللاذقية، الذي يشهد قصفاً واسعاً من قبل قوات النظام والطائرات الروسية المنتشرة في مطار اللاذقية.
حيث يظهر في التسجيل تساقط العشرات من الكرات النارية الناتجة عن إلقاء طائرة لحاضن من على ارتفاع كبير، وتشاهد هذه الكرات وهي تتساقط وتتسبب بحرائق والكثير من الدخان، وبعد انتهاء الحريق تشاهد بقايا هذه القنابل والتي تتسبب بحرائق واسعة، فحتى مشهد البقايا لهذه القنابل والمناطق التي سقطت عليها يوضح بشكل كبير أنها ولدت حرارة كبيرة عند اشتعالها.
قنابل حارقة
الصور التي نشرت إضافة للفيديوهات وصور بقايا هذه القنابل، تشير لكونها قنابل حارقة وليس قنابل "فوسفورية"، وقد استخدمت قبلاً في سوريا على نطاق واسع.
فسابقاً استخدمت قوات النظام عدة أنواع من القنابل الحارقة من نفس النوع أو أنواع أخرى سواء قنابل (الترميت) أو قنابل النابالم، خصوصاً في المناطق المفتوحة والمناطق الزراعية، حيث استخدمتها لإحراق المحاصيل الزراعية والغابات، إضافة لاستخدامها ضد المناطق السكنية في عدة حالات.
من الخطأ القول أن هذه القنابل هي قنابل "فوسفورية" وهذا أحد الأخطاء الشائعة منذ بداية الحرب السورية، حيث يخلط الناشطون والصحفيون القائمون على نقل أخبار الحرب السورية كثيراً بين قنابل "الفوسفور الأبيض"، التي تولد كماً كبير من الدخان وقنابل (الترميت) الحارقة التي تولد أيضاً كماً من الدخان، لكنه ليس بكثافة الدخان الذي تولده قنابل الفوسفور الأبيض، إضافة للأثر الحارق الذي يعتبر الأثر الأساسي الذي صممت له هذه القنابل الحارقة.
ZAB 2.5
يظهر في التسجيل أن الطائرات الروسية "وربما طائرات النظام"، ألقت حاضناً واحداً على الأقل من نوع RBK-500 أو RBK-250 العنقودي، التي تحتوي كل منها على قنابل ثانوية حارقة، تعتمد في عملها أساساً على مركب (الترميت) وبادئ اشتعال مكون من مركبات الفوسفور (لكن كميته قليلة جداً) ولا يعتبر العامل الفعال في القنبلة.
حيث ينشر هذا الحاضن حوالي 48 أو 117 قنبلة حارقة (حسب النوع)، والتي تنفتح في الجو لتنشرها على مساحة واسعة، لتتسبب في الكثير من الحرائق، حيث يوجد أكثر من نوع من هذه القنابل الحارقة، والتي يحتوي بعضها على شحنة متفجرة صغيرة تمنع إطفائها أو اقتراب أي أحد منها لنقلها أو إبعادها عن المواد التي يمكن أن تشتعل.
يمكن تمييز القنبلة عند عدم اشتعالها بسهولة من شكلها الأسطواني ووزنها البالغ 2.5 كغ تقريباً، إضافة لإمكانية تمييزها بعد اشتعالها من بقاياها، كذلك حصول انفجار فيها خلال احتراقها.
هوامش
الترميت: هو مركب مكون من مسحوق (أوكسيد الحديد أو أكسيد النحاس) والألمنيوم، يحترق بشدة عند إشعاله، حيث تتولد عن اشتعاله درجة حرارة كبيرة تصل أكثر من 2000 درجة مئوية.
يتسبب بحرائق واسعة خصوصاً بسبب حرارته المرتفعة، و كمية الشرر الكبيرة التي يولدها.
بادئ اشتعال من الفوسفور: بعض مركبات الفوسفور تحمل ميزة الاشتعال بمجرد ملامسة الهواء، ما يجعلها ممكنة الاستخدام كبادئ اشتعال في عدة أنواع من القنابل الحارقة كقنابل الترميت والنابالم.
بالنسبة للقنابل التي استخدمت تحترق كمية الفوسفور بالكامل قبل حتى وصولها للأرض، وتعتمد في تأثيرها أساساً على الترميت وليس الفوسفور.
يظهر من أكثر من تسجيل سقوط حوالي 100 قنبلة، ما يعني أنه ألقي حاضنRBK-500 .
تسجيل يظهر استخدام نفس نوعية القنابل منذ أكثر من عامين.