بحث

موسكو تعترف بوجود مرتزقة روس يقاتلون في سوريا

بلدي نيوز - (عبدالعزيز الخليفة)
اعترف المتحدث الصحفي باسم الرئاسة الروسية، دميتري بيسكوف، بوجود مرتزقة روس في سوريا يقاتلون إلى جانب نظام الأسد، وذلك خلال تعليقه على تقارير إعلامية تحدثت عن عدد قتلى روسيا في سوريا.
ونقلت وكالة "سبوتنيك" عن "بيسكوف" قوله للصحفيين، إنه "في حال كان مواطنو روسيا موجودين في سوريا كمتطوعين وغير ذلك، فإن ذلك ليس عبر خط الدولة ولا علاقة له بوزارة الدفاع"، ما يعد تلميحا إلى وجود مقاتلين روس في سوريا يعملون خارج سلطة وزارة الدفاع الروسية.
وفي إطار رده على تقرير وكالة "رويترز" الذي تحدث عن أعداد القتلى الروس في سوريا، قال، إنه "يجب الاسترشاد فقط بالبيانات التي تصدر عن وزارة الدفاع الروسية، لأنها هي بالذات تعتبر رسمية".
واعتمادا على روايات عائلات وأصدقاء القتلى والمسؤولين المحليين، تقدر رويترز أن يكون العدد الحقيقي للقتلى في سوريا بين الجنود والمتعاقدين الروس 40 على الأقل في 2017 وهو ما يزيد بكثير عن العدد الرسمي.
وقالت رويترز، إنه قتل 18 روسيا كانوا يقاتلون في صفوف قوات النظام منذ 29 كانون الثاني/يناير إلى آذار/مارس الماضي، وهي فترة تزامنت مع اشتباكات عنيفة لاستعادة مدينة تدمر من أيدي مقاتلي تنظيم "الدولة"، إذ أعلنت وزارة الدفاع الروسية في وقتها مقتل خمسة من جنودها، ولم تذكر شيئا عن أي عمليات برية روسية واسعة لاستعادة المدينة.
ولم يكن أغلب القتلى من الجنود النظاميين الروس بل من مدنيين روس يؤدون مهام عسكرية بعقود خاصة بأوامر من القادة الروس، ولم تعترف موسكو رسميا بوجود هؤلاء المتعاقدين في سوريا.
وعقب المحلل السياسي والعسكري السوري "محمد العطار" على الإحصائية التي كشفتها رويترز، بالقول "إنها تكشف حقائق هامة للغاية، وتفضح مدى النشاط الكبير للشركات الأمنية الروسية الخاصة في سوريا، والتي يعتبر مجمل روادها هم من المقاتلين المرتزقة".
وأضاف العطار لبلدي نيوز "إن مقتل المرتزق المتعاقد مع القوات الروسية كالمرتزق المحلي المقاتل مع الأسد، فكلاهما لا عائدات مادية لذويه، وهو رخيص الثمن جداً بعد مقتله، بينما يحظى المتعاقد مع القوات الروسية برواتب مغرية خلال مشاركته في الأعمال العسكرية، ما يدفع حكومة موسكو لمضاعفة أعداد المرتزقة حماية لسمعة الجيش الروسي، كي لا يتراجع تصنيفه ضمن الجيوش العالمية".
ولم تكتف روسيا بإشراك المدنيين الروس في الحرب لصالح نظام الأسد، بل عمدت إلى تجنيد عناصر من جنسيات أخرى ففي حزيران/يونيو الماضي، اعترفت وسائل إعلام روسية، بمقتل أول عنصر صربي يقاتل إلى جانب روسيا في سوريا، مشيرة إلى أن المدعو "ديمتر كاران" يحمل الجنسية الصربية، قتل خلال المعارك الدائرة في سوريا، حيث كان يعمل برفقة القوات الروسية المساندة لنظام الاسد في سوريا.
وكانت روسيا دخلت الحرب إلى جانب قوات النظام وميليشياته في 29 أيلول/سبتمبر عام 2015، وزودت النظام بكافة أنواع الأسلحة، واتخذت من قاعدة حميميم الجويّة في الساحل السوري مركزاً لعملياتها العسكرية في قتل الشعب السوري وجلب المرتزقة من دول العالم.

مقالات متعلقة