بحث

(الغباء) أهم ما تمتاز به صواريخ الطائرات الروسية

بلدي نيوز - راني جابر (المحلل العسكري لموقع بلدي)
منذ أن بدأت الثورة في سوريا ونظام الأسد يستخدم أسلحته العتيقة ضد الشعب السوري، فأسلحته التي خزنها خلال العقود الخمس الماضية تعتبر أسلحة متخلفة على عدة مستويات.
ومع بداية وصول الطائرات الروسية  إلى سوريا، جلبت معها الكثير من التكهنات وتوقعات أنواع "الأسلحة الذكية" التي ستستخدمها، لكنها كطائرات الأسد  استخدمت أسلحة وقنابل تعود لحقبة الحرب الباردة.
فأكبر مفارقات الجيش الروسي، الذي يعتبر الجيش الثاني على مستوى العالم هي استخدام صواريخ وقنابل متخلفة مع طائراته "المتطورة".
فعلى الرغم من كونها طائرات متقدمة وتعتبر أحدث ما لدى الروس من عتاد جوي، لكنها تطلق صواريخاً تعود في تصميمها الأساسي للستينيات والسبعينيات من القرن الماضي.
استخدمت الطائرات الروسية عدة أنواع للصواريخ غير الموجهة في سوريا، حيث  شوهدت ونشرت لها الكثير من الصور في مطار حميميم، وهي مسلحة بحواضن هذه الصواريخ، كذلك صورت وهي تطلقها غير مرة.
فعدا عن صواريخ S-8 غير الموجهة ذات المدى الذي لا يتجاوز أربعة كم التي استخدمتها المروحيات بكثرة، يوجد نوعان من الصواريخ يعتقد باستخدامه من قبل الطائرات الروسية والسورية مؤخراً بشكل واسع (بناء على شهود عيان).
صواريخ S-25:
 استخدمت قوات النظام خلال السنوات الخمس الماضية صواريخ S-25 بكثرة، وأطلقتها تقريباً من جميع الطائرات النفاثة التي استخدمت خلال عمليات القصف الجوي في سوريا .
لتعود القاذفات الروسية (الأكثر تطوراً بعقود) وتستخدم نفس الصواريخ "الغبية".
الصاروخ الأضخم:
يعد صاروخ S-25)) أحد أضخم الصواريخ الغير موجهة، التي لا تزال الطائرات النفاثة تطلقها في العالم، فبوزنه البالغ 480 كغ يعتبر صاروخاً "ضخماً".
إضافة لطوله الكبير مقارنة بباقي الصواريخ الغير موجهة التي تطلقها الطائرات لدى النظام والبالغ بحدود 330 سم.
أما عياره فهو مختلف بين الرأس وجسم الصاروخ، فهو 340 ملم لجسم الصاروخ، في حين يبلغ عيار رأسه تقريباً الضعف حسب النوع (هناك أكثر من نوع وثق استخدام  النوع الخارق للتحصينات منها في سوريا).
فقد سجل ووثق استخدام هذا الصاروخ كثيراً خلال سنوات الحرب السورية، وتعزى إليه الكثير من المجازر التي ارتكبتها قوات النظام.
ليس "صاروخاً فراغياً":
من المعتاد أن يستخدم الناشطون والصحفيون القائمون على نقل الأخبار مصطلح "صاروخ فراغي" عند الحديث عن هذا الصاروخ، بسبب المستوى الكبير من الضرر الذي يتسبب به.
في حقيقة الأمر هذا الصاروخ ليس فراغياً، لكنه يحمل رأسا حربياً كبيراً يبلغ وزنه حوالي 190 كغ، وله عدة أنواع (شديدة الانفجار كثيرة الشظايا ومنها الخارقة)، ويطلق بالعادة بشكل رشقات من صاروخين إلى أربعة صواريخ وأحيانا أكثر.
يتفوق هذا الصاروخ في تأثيره على تأثير صاروخ راجمة أورغان عيار 220 ملم، ويمكن لحد كبير مقارنة تأثيره بتأثير صاروخ راجمة سميرتش ذو العيار 300 ملم.
تمييز الصاروخ :
يميز الصاروخ بسهولة من ذيله وشكل مخرج الغازات المميز في المحرك و من طريقة اطلاقه.
تحمل الطائرات عادة 4 أو أكثر من هذه الصواريخ (حسب نوع الطائرة)، ويطلق بشكل رشقات من ارتفاع لا يتجاوز 3 كم (مداه الأقصى )، ومساره يتميز بشكله مستقيم، ويجب أن تكون الطائرة في وضع انقضاض حتى تستطيع اطلاقه.
يميز عن الصواريخ الموجهة أيضا بطريقة إطلاقه، حيث  تطلق الصواريخ الموجهة بشكل مفرد غالباً من مسافات تصل حتى عشرة كيلومترات، ويكون المسار متعرجاً ويستمر اشتعال المحرك الصاروخي حتى يصطدم بالأرض و( يترك عادة خط دخان واضح أكثر) .
أما بعد سقوطه فيميز من عياره وشكله المميز، وجنيحات الذيل الأربعة القابلة للطي، إضافة لشكل مخرج الغازات في المحرك المكون مع عدة أسطوانات.
هذه الصواريخ تتسبب بالكثير من الدمار بحكم فعاليتها العالية وتصميمها وكمية المتفجرات الكبيرة التي تحتويها (تقريبا نصف وزن الرأس)، إضافة لإطلاقها بشكل رشقات يزيد من تأثيرها.
يستخدم أسلوب الإطلاق بشكل رشقات لتعويض النقص الحاصل في دقة الرمايات الناشئة عن عدة أسباب، أهمها أخطاء التسديد وتوقيت إطلاق الصاروخ من قبل الطيار نفسه وعدم دقة الصاروخ.
حيث تظهر صور نشرت من دوما أحد هذه الصواريخ وقد سقط في منتصف الشارع العام (بعيداً عشرات الأمتار عن أقرب بناء).
هل يجرب الروس نوعاً جديداً من هذه الصواريخ ؟
هذا الصاروخ الذي عثر عليه لم ينفجر، يحمل بعض المواصفات التصميمية المختلفة عن هذه العائلة من الصواريخ،  بخاصة شكل مخرج الغازات المفرد في المحرك، وامتلاكه لستة شفرات للذيل وليس أربعة ما يعني أنه نوعية مشتقة من هذه الصواريخ.
ما يعني أن روسيا ربما تجرب نوعاً جديداً من هذه الصواريخ، أو ربما تستخدم نوعاً غير مستخدم سابقاً.

مقالات متعلقة