بحث

أحلام بوتين في عمق الوحل السوري

 

 

ترجمة: خالد خليل (إعلامي سوري ومترجم لغة عبرية)

بوعاز بيسموط 02/10/2015

الملحق السياسي الأسبوعي لصحيفة "إسرائيل اليوم"

في الوقت الذي تدرك فيه أمريكا حقيقة ما تقوم به روسيا. بوتين يفرض أمر واقع جديد على الأرض، إلى الآن بشار الأسد وإيران هما المستفيدان من هذا الوضع. ولكن كرة اللهب تتدحرج على أبوابنا ولا يفصلنا عنها سوى شريط حدوي، الأمر الذي يوجب على المؤسسة الأمنية في إسرائيل الاستعداد لها بالشكل المناسب.
يبدو أن التركة التي سيخلفها باراك أوباما خلال فترة رئاسته للولايات المتحدة لن تكون "الاتفاق النووي" فحسب، وإنما إحياء روح المواجهة الروسية - الأمريكية.
ففي عام 2009 بعد تولي أوباما سدة الحكم بدأ وزيرا الخارجية، وقتئذ، سيرغي لافروف وهيلاري كلينتون بمحادثات تمهيداً لإعادة العلاقات بين البلدين القوتين العظمتين.
ومع دخول القوات الروسية إلى الأراضي السورية، سرعان ما تبين إن هدف الروس ليس داعش، وإنما هو إيصال رسالة لواشنطن بأن روسيا دخلت سوريا كقوى عظمى، كـ "ند" للأمريكان. وهذا ما يفسره إرسال موسكو طائرات الـ "سوخوي 34" وبطاريات الصواريخ المتطورة المضادة للطيران لحرب داعش، الذي لا يمتلك طائرة واحدة.
يبدو أن روسيا تركت مشاكلها الداخلية لا سيما الاقتصادية منها خلف ظهرها وقررت العودة فجأة إلى أحلامها (وربما جنونها) دفعة واحدة. سعياً لبناء تحالف جديد لإرسال رسالة مفادها "عليكم الاعتماد علينا".
وهنا لا بد من معرفة حدود قدرة الروس والمعوقات التي تقف في وجههم، بدءاً بالمشاكل الاقتصادية، وإذا ما عدنا إلى الوراء قليلاً يذكرنا التاريخ بمأزق السوفيات في أفغانستان، وها هي سوريا الآن تحلّ محل أفغانستان.
كما لا بد من التفريق بين أجواء الحرب الباردة، حيث كان الاتحاد السوفياتي يسعى لإيجاد كتل ومناطق نفوذ استراتيجية، بينما بوتين يسعى لبناء "جيوب" فحسب، كشبه جزيرة القرم وسوريا. الأمر الذي يجعل المراقب يرى إن بوتين ليس صاحب قرار متنفذ وقوي على الساحة الدولية.
على الرغم من ذلك يبدو أن هناك بعد نفسي لما يفعله بوتين، يتعلق برغبته بـ "عض" القوى الأمريكية لدغة تلو الأخرى. الأمر الذي يولد لديه إحساس بالمتعة، لا سيما عندما يتذكر العقوبات الاقتصادية الشديدة التي فرضها الأمريكان عليه عقب ضمه للقرم.
التدخل الروسي قلب الطاولة!
الأربعاء الماضي، تناولت كل وسائل الإعلام العالمية خبر الضربات الجوية الروسية داخل سوريا. وقد وضعت صحيفة "نيويورك تايمز" ،الداعمة للرئيس أوباما، الخبر كمنشيط عريض.
بعدما كان يُعتقد أن جون كيري سيشن نقداً على ما آلت إليه الأمور في سوريا. بالتزامن مع تزايد مخاوف أوباما من الأوضاع هناك ورؤيته بأن التدخل لن يزيدها إلا سوءاً، فجأة دخل عامل جديد على الساحة وبدء يشرع بالعمل بخطى حثيثة.
على الرغم من كل ذلك، هناك أمر واحد إيجابي على الأقل خرج هذا الأسبوع بخصوص التدخل الروسي في سوريا، هو انخفاض تأثير الأمريكان مؤخراً، فهم يدركون حقيقة ما يقوم به بوتين: هو يتدخل لإنقاذ الأسد أساساً، فهل تفهم ذلك يا أوباما؟

مقالات متعلقة