بلدي نيوز – (خاص)
حاجز وشبيح ظهرا في طريق العامل السوري في حلبة السيارات، ليحولا الحلبة خلال دقائق إلى معتقل في الهواء الطلق، وليجبر على تنفيذ تعليمات "السجانين" التي لا تختلف سادية وحقداً عن تعليمات جلادي النظام، المستوطنين على بعد كيلومترات من الحلبة التي أضحت سجناً مكشوفاً للعلن.
يوقف شخصان عليهما ملامح أقرب للمجرمين والشبيحة منها للممثلين، العامل السوري الذي اعتقد لوهلة أنه يوم سعده عندما عثر له "صديقه"، على عمل في حلبة السيارات، ليتحول هذا اليوم إلى كابوس ثقيل عاشه الشاب لوقت عرفنا منه قرابة النصف ساعة فقط، ولم نعرف كم من الوقت فعلياً حذفت القناة، من الحفلة السادية التي فرغ فيها "فنانان" حقدهما الدفين على العامل السوري الذي لا حول له ولا قوة.
القناة والمسؤول عن البرنامج "مارسيل خضرا" الذي خلع قناع الفنان خلال تلك الحلقة، وأظهر وجهه الحقيقي المتعصب الحاقد، ينتمي لحزب سحقه النظام خلال بدايات تسعينيات القرن الماضي، حتى أن الرئيس "الممانع" الحالي "ميشيل عون"، أحد أعمدة حلف الممانعة في لبنان، هرب في ليلة ليلاء بالبيجاما إلى السفارة الفرنسية في بيروت عبر نفق تحت الأرض، لم يتسع لكافة أتباعه الذين تركهم للموت، بعد أن قصفت قصره طائرات ومدفعية حلف الممانعة، وذبحت مؤيديه، وشردته وأمثاله لأكثر من عقد خارج لبنان، ليعود الآن ويحتمى بنفس الطائرات التي قتلت بعضاً من قومه بالأمس والتي أذلتهم ذلاً لا يوصف، وليحقق حلمه برئاسة "شبه دولة لبنان" في الثمانينات من عمره، بينما هو عاجز عن ممارسة الكثير من الأمور في حياته (باستثناء السياسة).
كاميرا خفية!
الكاميرا الخفية التي مارس فيها "الممثلون"، دورهم بواقعية وتجرد، ليست سوى إعادة استحضار للممارسات التي كان يتعرض لها الكثير من اللبنانيين على حواجز حلف الممانعة والمقاومة، فلم يكن ينقص الحلقة إلا أن يقولوا "عطونا الهواوي"، تلك الجملة الساخرة التي استخدمت غير مرة في أحد البرامج اللبنانية، لتصف حالة الاذلال التي تعرض لها اللبنانيون على يد نظام الأسد، والتي استرجعها هؤلاء "الممثلون"، ولكن هذه المرة ضد شخص ليس سوى هارب من نظام الأسد الذي أذلهم لعقود، في إثبات مكرر أنهم نسوا "خلافاتهم" السابقة، وتوحدوا ضد عدوهم الحقيقي "أكثرية الشعب السوري".
الكثير من الشرف
تخللت الحلقة الكثير من الإشارات المختلفة التي لا يخطئ المرء فهم أنها موجهة بشكل مباشر للسوريين عموماً وأنها تتماشى مع سياسة القناة ككل المعادية للسوريين، فقد استخدم الجلادون لفظة "إنت هربان من الدولة، وملغم حالك إنت، عم تتظاهر، ليه عم تتظاهر، ما في خبز، أنا سعري كتير خفيف"، والتي استخدمت للسخرية من السوريين ككل في لبنان وسوريا والسخرية من ثورتهم، وإظهارهم بمظهر المتسولين والمعدومي الأخلاق الذين يتاجرون بشرفهم، الذي أظهرت المذيعة التي قدمت البرنامج الكثير منه.
لا يمكن أن نحسن الظن بالمقدمين، فهم يعرفون تماماً الضحية، ويعرفون تماماً أنه لاجئ سوري وأنه سيخشى الاعتقال والارسال إلى الأفرع الأمنية اللبنانية، التي
ينتهي السوريون الذين يدخلون إليها في الأفرع الأمنية للنظام، ما يعني أنهم مدركون تماماً للوضع وكل تصرفاتهم تخلوا من العفوية، بل هي محضرة سابقاً ومعدة بشكل كامل، حتى الحوار الذي سيقولونه، وكل الأمور التي سينفذونها، مجهزة سلفاً إضافة للميدان الذي استخدم لتعذيب الضحية.
فمن تعرية الشاب التي يعرف القاصي والداني أنها إهانة كبيرة، إلى وضع العلم في بنطاله بطريقة مشينة، إلى إجباره على الركض والجثو وغيرها من الممارسات التي لا يعرف تماماً ما هو الكوميدياً فيها، إلا إذا كان هؤلاء الأشخاص من المازوخيين المحبين للتعرض للتعذيب الأمر الذي يؤكده صلحهم العجيب مع نظام الأسد، الذي شوت قنابل طائراته العديد منهم خلال معاركهم معه، و كان المرور على حواجز قواته كابوساً مرعباً لكل من يشك في أنه مؤيد لعون أو من حزبه، الأمر الذي استحضرته هذه الكوميديا بحذافيره، وكررت العديد من طقوس الممانعة التي كان يتفنن بها جنود النظام على الحواجز التي يعرف أمثال معد البرنامج مواقعها جيدا وربما له معها الكثير من الذكريات.
كوميديا النفايات
بالنسبة لمعد البرنامج و إذا كان يبحث عن أفكار للكاميرا الخفية فيوجد الكثير من المواضيع التي تصلح للاستخدام في البرنامج ، مثل حلقة من بين أكوام النفايات التي تنتشر في كل مكان في لبنان، أو ربما حلقة من الضاحية الجنوبية مع أحد الضباط الإيرانيين حيث بإمكانهم تشكيل حاجز طيار ومحاولة المزاح مع أحد عناصر ميليشيا حزب الله، وربما حلقة مع أحد عناصر حركة أمل، حيث ستكون المشاهد كوميدية حقاً، وخصوصاً مشاهد الضرب المبرح التي سيتعرض لها الممثلون، وبخاصة أنه من جهة محسوبة على حلف المقاومة والممانعة.