كشفت صحيفة "الغارديان" البريطانية عن رفض الحكومة الأسترالية إعادة رعاياها من عائلات تنظيم الدولة "داعش" المحتجزين في مخيمات شمال شرقي سوريا، رغم تحذيرات أميركية متكررة بأن إبقائهم هناك يزيد مخاطر التطرف ويهدد عودة نشاط التنظيم.
ونقلت الصحيفة عن وزير الشؤون الداخلية الأسترالي توني بيرك قوله خلال لقاء سابق مع ناشطين، إن الحكومة "لا تملك خطة لإعادة الموجودين في المخيمات في الوقت الراهن". وأوضحت أن الولايات المتحدة عرضت على كانبيرا إخراج الأستراليين شرط إصدار جوازات أو وثائق سفر رسمية، لكن الحكومة لم توافق حتى الآن.
وأشار التقرير إلى أن أقل من 40 أسترالياً ما زالوا محتجزين في مخيمين هما "روج" و"الهول"، بينهم غالبية أطفال ونساء يُعتقد أنهن زوجات أو أرامل لمقاتلين سابقين، معظمهم في مخيم "روج" قرب الحدود التركية منذ 2019، بينهم 12 امرأة و22 إلى 25 طفلاً، بعضهم وُلد داخل المخيم. ولم تُوجَّه إليهم أي تهم جنائية، إلا أن بعضهم قد يُلاحَق قانونياً عند العودة إلى أستراليا.
وذكرت الغارديان أن أستراليا نفذت عمليتي إعادة سابقاً، الأولى في 2019 شملت أطفالاً أيتاماً، والثانية في 2022 شملت نساء وأطفالاً، ولم تُعد الدفعة الأخيرة حتى الآن، فيما هربت امرأتان وأربعة أطفال من مخيم "الهول" في أكتوبر الماضي ووصلوا إلى لبنان، حيث حصلوا على جوازات سفر قبل عودتهم إلى أستراليا عبر رحلة تجارية.
وحذرت الولايات المتحدة، التي تمول جزءاً كبيراً من العمليات الأمنية والإنسانية في شمال شرقي سوريا، من أن المخيمات أصبحت "حاضنات للتطرف"، ونقل عن قائد القيادة المركزية الأميركية الأدميرال براد كوبر قوله: "كل يوم دون إعادة يضاعف الخطر على الجميع"، داعياً الدول إلى استعادة مواطنيها قبل زيادة التشدد.