أكد مندوب سوريا الدائم لدى الأمم المتحدة، إبراهيم علبي، أن المجتمع الدولي شاهد صلابة الشعب السوري في الدفاع عن أرضه وحقوقه، مشدداً على أن الاعتداءات الإسرائيلية داخل الأراضي السورية غير قانونية وتعرّض الاستقرار الإقليمي للخطر. وقال، في اتصال عبر الفيديو مع قناة الإخبارية السورية عقب جلسة لمجلس الأمن، إن دمشق نقلت موقفها مباشرة إلى السفير الإسرائيلي، مؤكداً التزامها بالمسار الدبلوماسي الذي اعتمدته منذ البداية.
وأوضح علبي أن إسرائيل شاركت للمرة الأولى في جلسة مخصصة للوضع السوري، في محاولة لتبرير عملياتها العسكرية، بينما تعتمد دمشق سياسة ضبط النفس والتركيز على القنوات الدبلوماسية بما يعزز موقفها الدولي ويزيد من عزلة إسرائيل. واعتبر أن “الصبر الاستراتيجي” لسوريا بعد التحرير وضع تل أبيب أمام معطيات سياسية جديدة، وأن اعتماد الحلول السياسية رسّخ قوة موقف دمشق.
وأشار إلى أن الولايات المتحدة تلعب دوراً وسيطاً في الحد من الاعتداءات الإسرائيلية، خصوصاً بعد زيارة الرئيس أحمد الشرع إلى البيت الأبيض، لافتاً إلى أن واشنطن دعمت مشروعَي قرار أمميين حول حقوق الإنسان والجولان، نال الأول 111 صوتاً والثاني 146 صوتاً في الجمعية العامة. ووصف القرارين بأنهما خطوة مهمة، مؤكداً أن قرار حقوق الإنسان هو الأول بعد سقوط النظام السابق، وأنه يثمّن المرحلة الجديدة ويشيد بجهود الحكومة السورية.
ولفت إلى أن القرار يشدد على وحدة وسلامة الأراضي السورية، ما يجعله بمثابة وثيقة دولية يمكن الاحتكام إليها. أما قرار الجولان، فدعا إسرائيل للامتثال للقرارات الدولية الخاصة بالمنطقة المحتلة، وحاز دعماً واسعاً يرسّخ حقوق السوريين ويزيد الضغط على تل أبيب.
وبيّن علبي أن زيارة مجلس الأمن إلى سوريا ستتم خلال يوم واحد وتشمل لقاءات رسمية ومجتمعية، مؤكداً أن المجلس مطّلع على تقارير الانتهاكات الإسرائيلية التي تقدمها قوات الأمم المتحدة. وجدد في ختام مداخلته التأكيد على حق سوريا في بسط سيادتها على كامل أراضيها ورفض أي تدخل خارجي، داعياً الأمم المتحدة للتحرك العاجل لوقف الاعتداءات الإسرائيلية وضمان عدم تكرارها وتنفيذ القرارات الدولية ذات الصلة.