بحث

اتفاق مبدئي لتأسيس فيلق من "قسد" ضمن الجيش السوري

نقل "عربي بوست"  عن مصادر سورية وصفها بالخاصة، أن مسار التفاوض بين الحكومة السورية و"قوات سوريا الديمقراطية" (قسد) أفضى إلى اتفاق أولي يقضي بتشكيل كيان عسكري جديد باسم "فيلق الشمال"، يتألف أساساً من عناصر قسد المنتشرين في شمال شرق سوريا، ويتولى الإشراف الكامل على تأمين المنطقة. ووفق المصادر، يهدف الاتفاق إلى إنشاء إطار موحد يضم قوات قسد تحت تسمية جديدة تشرف على كامل شمال شرق البلاد.

وقال مصدر مطّلع في وزارة الخارجية السورية للموقع، إن نسبة مشاركة قسد في هياكل القيادة العسكرية الموسعة حُددت بـ30% من المناصب التنفيذية في الجيش السوري وقوات مكافحة الإرهاب المزمع تشكيلها، وهي نسبة ترتبط بسيطرة قسد الميدانية على مساحة مماثلة من البلاد. وبحسب المصدر، سيأتي 30% من قادة الأركان من قيادات قسد، بينما تبقى المناصب الأخرى لقيادات سورية متنوعة، مع تأكيد اتفاق ينص على عدم دخول قوات الأمن العام السورية مباشرة إلى شمال شرق سوريا في هذه المرحلة.

مصدر كردي مقرّب من مظلوم عبدي قال إن جولات التفاوض الطويلة جرت بضغط ورعاية أمريكية، وإن المبعوث الأمريكي إلى سوريا، توم براك، لعب دوراً محورياً في دفع الطرفين لصيغة مشتركة.

 وأوضح أن دمشق طرحت بداية دمج عناصر قسد كأفراد داخل الجيش مع انتشار القوات النظامية في المنطقة، وهو ما رفضته قسد، قبل أن يجري التوصل إلى اتفاق أولي يمنحها "كوتة" داخل الجيش وقوات مكافحة الإرهاب بدلاً من الدمج الفردي.

مصدر سوري قريب من وزير الدفاع مرهف أبو قصرة أكد أن زيارة الرئيس السوري إلى واشنطن ولقاءه بالرئيس الأميركي دونالد ترامب غيّرا موازين التفاوض بشكل واضح، ومنحا دمشق مساحة أكبر لتعزيز شروطها، في ظل قناعة أميركية بضرورة التوصل إلى صيغة تنهي الجمود في ملف شمال شرق سوريا.

أما بشأن قوات الأمن الداخلي، فأوضحت المصادر أن "الأسايش" ستتولى إدارة الأمن في شمال شرق سوريا ضمن إطار تنسيق كامل مع وزارة الداخلية السورية عبر لجان مركزية مشتركة تُعنى بالأمن ومكافحة الإرهاب، وبما يحفظ سيادة الدولة من جهة ودور قسد المحلي من جهة أخرى.

وتقول المصادر إن إدخال قوات قسد ضمن بنية الجيش السوري يمثل المرحلة الأولى من تفاهمات أوسع ستشمل لاحقاً ملفات التعليم والصحة والخدمات وشكل الإدارة المحلية. كما أشارت إلى أن زيارة الرئيس السوري لواشنطن عززت قناعة قسد بجدّية الولايات المتحدة في رعاية اتفاق شامل، وهو ما سهّل قبولها بصيغة دمج منضبط داخل الجيش من دون استقلالية كاملة.

وبخصوص الدور السياسي لقيادات قسد، بيّنت المصادر أن مظلوم عبدي لن يتسلم منصباً رسمياً في الجيش السوري الموحد، بل سيبقى في موقع رمزي كقائد تاريخي لقسد، في خطوة تهدف إلى طمأنة الداخل والحفاظ على وحدة القرار العسكري. وتؤكد المصادر أن الصيغة الحالية تمنح قسد اعترافاً رسمياً بدورها ضد الإرهاب، وتضمن بقاء جزء من نفوذ قياداتها داخل الجيش، مع تجنب أي مخاطر تتعلق بالتقسيم أو النزعات الانفصالية.

مقالات متعلقة