قال وزير الخارجية التركي هاكان فيدان، اليوم الثلاثاء، إن أنقرة لن تسمح بتشكّل بيئة في سوريا قد تهدّد أمنها القومي، مشيرًا إلى أن أنشطة إسرائيل في القنيطرة ودرعا والسويداء تسببت بتوترٍ جديد في جنوب البلاد.
وأوضح فيدان، خلال مناقشة ميزانية وزارة الخارجية لعام 2026 في لجنة التخطيط والميزانية بالبرلمان التركي، أن سوريا التي تشترك مع تركيا بأطول حدود برية ستظل أولوية مطلقة في السياسة الخارجية من مختلف جوانبها.
وأضاف الوزير، وفق ما نقلت وكالة الأناضول، أن مرور 11 شهرًا على نيل الشعب السوري حريته أتاح للسوريين فرصةً لتقرير مستقبلهم، مؤكدًا أن تركيا التي وقفت إلى جانبهم منذ بداية أزمتهم ترى في المرحلة الحالية فرصةً لاستعادة وتعميق العلاقات بين البلدين.
وذكر فيدان أن أكثر من 550 ألف سوري عادوا إلى بلادهم من تركيا منذ 8 كانون الأول/ديسمبر 2024، لافتًا إلى أن أنقرة سهّلت على الولايات المتحدة والدول الأوروبية تطوير علاقة بناءة مع الإدارة السورية الجديدة، ولعبت دورًا مهمًا في رفع العقوبات.
وشدّد الوزير على أن تشكيل حكومة شاملة، وتحقيق التنمية الاقتصادية بدعمٍ دولي، وضمان استدامة عودة اللاجئين، تُعدّ من أبرز أولويات المرحلة المقبلة في سوريا.
وكان كشف فيدان في تصريحات سابقة أن المباحثات الأخيرة مع الولايات المتحدة ركزت على خطة دمج "قسد" في القوات الحكومية، وإنهاء تهديد الاحتلال الإسرائيلي لسوريا، مشيرًا إلى أن هذا الملف يمثّل قضية محورية في الحوار مع واشنطن. وأضاف أن المحادثات بين دمشق و"قسد" تُعدّ مهمة، لكنها توقفت سابقًا بسبب التدخلات الإسرائيلية في الجنوب وبعض التطورات الإقليمية.