أطلق مجموعة من المثقفين والناشطين في السويداء مبادرة "إعلان جبل العرب"، واعتبروها مسارًا وطنيًا يركّز على المواطنة والقانون والعدالة الانتقالية واحترام التنوّع.
وأكد نص المبادرة على إدانة كل أشكال العنف والتطرّف من جميع الجهات التي ارتكبت جرائم بحق المدنيين، ورفض التدخلات الخارجية ورفع الأعلام الأجنبية، لا سيّما علم إسرائيل التي وصفوها بالعدو التاريخي للشعب السوري. وأكدت المبادرة أن الأحداث المؤسفة والانتهاكات بحق المدنيين لم تنجح في تمزيق النسيج الاجتماعي أو تحقيق التقسيم، بل جاءت تنفيذًا لأجندات خارجية ورفضًا للحلول السلمية.
وطالبت المبادرة بمعالجة آثار الأحداث من خلال: الاعتراف بالجرائم ومحاسبة مرتكبيها، الإفراج الفوري عن المخطوفين، تأمين طريق دمشق – السويداء، بدء إعادة إعمار المنازل وترميم البنى التحتية، ضمان عودة النازحين بأمان، دعم عمل لجنة تقصّي الحقائق الدولية، وحل مشكلات الطلاب وضمان وصولهم إلى مدارسهم وجامعاتهم، ورفض المشاريع المتماهية مع الاحتلال.
واعتبر الموقعون أن خريطة الطريق الموقّعة في دمشق في 16 أيلول 2025 بين سوريا والولايات المتحدة والأردن تشكل مدخلًا لحل أزمة السويداء وقابلة للبناء عليها لمعالجة أزمات المناطق الأخرى. وشدّد الإعلان على رفض النشاطات المتماهية مع مشاريع الاحتلال أو الطروحات الانفصالية، ودعا إلى خيار ثالث يحقق طموحات السوريين في الحرية والكرامة، بما يشمل نظام لامركزية إدارية موسّعة أو أي شكل يتفق عليه السوريون.
ودعا الموقعون السوريين من مثقفين وأحزاب وتيارات وطنية ومجتمع مدني للتفاعل الإيجابي مع الإعلان، والمساهمة في معالجة الأزمة التي تهدد أمن البلاد بالشرذمة والتقسيم، وتشكيل رأي عام يعيد بناء الهوية السورية الجامعة وينقل البلاد إلى دولة وطنية متعددة تحتضن تنوعها التاريخي.