بلدي
كشفت مصادر سياسية في تل أبيب أن إسرائيل أبلغت سوريا، خلال المحادثات الرسمية الجارية، تمسكها بالسيطرة على قمم جبل الشيخ السورية الواقعة عند مثلث الحدود مع لبنان، ووصفتها بأنها «موقع استراتيجي لا يمكن التنازل عنه» لمراقبة الجولان وخطوط الإمداد نحو لبنان.
فيما رفضت دمشق هذا المطلب، مؤكدة أن الوجود الإسرائيلي في الأرض السورية «احتلال يجب أن ينتهي».
وأوضحت المصادر، نقلاً عن مسؤول كبير تحدّث لـ«القناة 12» الإسرائيلية، أن الجيش الإسرائيلي يعتبر هذه القمم «كنزاً استراتيجياً» يكشف تحركات الجهات المعادية، مشيراً إلى مصادرة أطنان من الأسلحة خلال الأشهر الثمانية الماضية بالاعتماد على إطلالات جبل الشيخ.
ونفذت القوات الإسرائيلية الأسبوع الماضي عملية على عمق 38 كيلومتراً قرب دمشق، استولت خلالها على كميات كبيرة من السلاح، فيما تحدث ضباط لـ«يديعوت أحرونوت» عن تمكّنهم من رصد مواقع عسكرية حساسة داخل سوريا.
وذكر التقرير أن عملية «أخضر – أبيض» الأخيرة أسفرت عن نقل 3.5 طن من المتفجرات ووسائل القتال إلى إسرائيل من أصل سبعة أطنان جُمعت منذ مطلع السنة.
وجاءت هذه التطورات في سياق استراتيجية إسرائيلية مستمرة، إذ أقام الجيش ثمانية مواقع عسكرية بعمق 5 إلى 10 كيلومترات داخل الأراضي السورية منذ بداية العام، مبرراً ذلك بمتابعة «طرق تهريب» يُعتقد أنها مخصّصة لـ«حزب الله».
كما تحدثت تقارير عن تقديم القوات الإسرائيلية مساعدات إنسانية لقرى درزية جنوب دمشق مقابل معلومات عن مخازن أسلحة تركها الجيش السوري.
وتتوقع المصادر أن يواصل الجيش الإسرائيلي عملياته داخل سوريا، مع التخطيط لعملية جديدة «أعلى خطراً»، تستهدف ليس فقط تعطيل شحنات التهريب إلى «حزب الله»، بل أيضاً منع القوى المحلية أو الفصائل المسلحة من ملء الفراغ الناجم عن تراجع نفوذ الجيش السوري في المنطقة.
وتُشرف قمة جبل الشيخ على العديد من مناطق سوريا كدمشق وبادية الشام وسهل حوران، كما يمكن مشاهدة جزء من الحدود الشمالية الأردنية والفلسطينية خاصة جبال الخليل ومحافظة إربد وبحيرة طبرية، بالإضافة إلى كل من جنوب لبنان وسلسلة جبال لبنان الغربية وسهل البقاع.