بحث

بعد تعيين غطفان غنوم عميداً.. إضراب أكاديمي في "المعهد العالي للفنون المسرحية"

بلدي 

أعلن كادر تدريسي يضم 65 أستاذاً ومحاضراً في المعهد العالي للفنون المسرحية اعتذارهم عن متابعة مهامهم التعليمية، بعد تعيين الفنان غطفان غنوم عميداً جديداً للمعهد، من قبل وزارة الثقافة السورية.

ويأتي هذا الإعلان كرد فعل على ما وصفوه بـ"الوصاية المفروضة" وتجاهل مطالبهم المتعلقة بتحسين الظروف العملية والأكاديمية.

وبحسب بيان صادر عن الكادر التدريسي اليوم، الخميس، فإن الأساتذة والمحاضرين من اختصاصات مختلفة قد تقدموا بكتاب رسمي إلى وزارة الثقافة في 7 آب/أغسطس الجاري، يسلطون فيه الضوء على معوقات جسيمة تواجه العملية التعليمية، مثل الأجور المنخفضة التي وصفها البيان بـ"المعيبة"، إلى جانب عراقيل لوجستية تمنع سير العمل بكفاءة.

وأكد البيان أن عدم الاستجابة لهذه المطالب، وعدم عقد جلسة حوارية فعالة، دفع الكادر إلى اتخاذ قرار الاعتذار عن مهامهم، محذرين من أن هذا الوضع يهدد المستوى الأكاديمي المتميز الذي حافظ عليه المعهد لعقود.

وفي خطوة تضامنية بارزة، قدم العميد المنتخب سابقاً عمار الحامض استقالته من منصبه، مؤكداً أن موقعه الإداري "لا قيمة له" في ظل تجاهل إرادة الهيئة التدريسية التي منحته ثقته وأصواتها.

وأشار البيان إلى أن انتخاب الحامض كان يمثل خطوة نحو الديمقراطية الداخلية في المعهد، حيث أصبح تعيين العميد يتم عبر اختيار داخلي من قبل الهيئة التدريسية، بدلاً من التعيين المباشر من الوزارة كما كان على زمن النظام السابق.

وأوضح البيان أن تعيين غنوم جاء بتجاوز كامل لإرادة الكادر الداخلي، حيث لم تجرَ أي انتخابات داخلية، وتم اختيار العميد من خارج الكادر التدريسي، في مخالفة واضحة للمادة السابعة من النظام الداخلي للمعهد.

وأثار هذا التعيين مخاوف واسعة بشأن فرض وصاية على المؤسسة الأكاديمية، وتقويض العملية الديمقراطية التي بدأت تشق طريقها داخل المعهد، مما أدى إلى أزمة ثقة عميقة تهدد استقراره.

وشدد البيان على استعداد الأساتذة للعودة إلى مهامهم فور توفير شروط عمل مناسبة، ومناخ ديمقراطي يضمن الحوار والشفافية.

ولم يصدر حتى الآن أي تعليق رسمي من وزارة الثقافة على البيان، مما يزيد من حدة الأزمة في المعهد الذي يُعد أحد أبرز المؤسسات التعليمية في مجال الفنون المسرحية في المنطقة العربية.

وأثار تعيين غطفان غنوم حالة استغراب واستنكار في الأوساط الفنية السورية، واعتبر البعض أن التعيين استند إلى مبدأ الولاء وليس الكفاءة، لأن غنوم فنان غير معروف على نطاق واسع، ولم يكمل دراسته في المعهد، كما أنه لم يعمل أو يدرّس في مجال المسرح الذي يُعتبر عماد الفنون المسرحية كلها، فضلاً عن أن تعيينه بشكل مباشر من جانب الوزارة، يخالف القوانين الداخلية للمعهد.

مقالات متعلقة