بلدي
دعا مستشار الرئيس السوري للشؤون الإعلامية، أحمد موفق زيدان، "جماعة الإخوان المسلمين" في سوريا إلى حل نفسها لضمان مشاركة فعّالة في بناء الدولة الجديدة.
وقال زيدان في مقال رأي نشر على موقع الجزيرة: "منذ بداية الانتصار الذي ربما لم يمر على السوريين نصر وفتح مثله في تاريخهم، سارعت كل الأجسام السورية من الائتلاف الوطني السوري لقوى المعارضة، والمجلس الإسلامي السوري، إلى الفصائل العسكرية والسياسية والمجالس المحلية، وغيرها، إلى حل أنفسها ووضع مقدراتها تحت تصرف القيادة السورية الجديدة".
وأشار إلى أنه انتمى لـ "جماعة الإخوان" في فترة من حياته، وأضاف: "وباعتقادي المتواضع، ومع احترامي لإخواني وأصدقائي في التنظيم، فإن حل التنظيم اليوم، كما فعلت المكونات الأخرى، سيخدم البلد، والذي هو رأسمالنا جميعًا، ومقصدنا كلنا".
وأوضح أن "أصغر واحد من الإخوان المسلمين، ربما يكون عمره في بداية الستينيات، باستثناء أبنائهم"، و أن "إصرارهم على التمسك بقرار عدم حل الجماعة يحرم شبابهم من المشاركة في بناء الدولة، ما دام المحيط الأقرب والأبعد على خلاف معهم، ومتحفظاً أو متوجسًا منهم، فضلاً عن الاقتراب منهم، وهو ما يُفقد الدولة السورية الجديدة خبرات ومهارات".
وتناول ما اعتبره "إصرار الإخوان على البقاء مغردين خارج السرب، مع تصريحات هنا وهناك تُلمح إلى عدم رضاهم عما يجري"، معتبراً أن ذلك "يزيد من الشُقة والفجوة مع الشارع الداعم للحكومة، هذه الحكومة التي قامت بعمل تاريخي تمثل في اقتلاع عصابة عمرها ستون عاماً، مدعومة من قوى إقليمية ودولية".
وذكر أن "تنظيم الإخوان المسلمين في سوريا حل نفسه حين وضع الرئيس المصري جمال عبد الناصر جملة شروط لوحدته مع سوريا، فكان من ضمنها حل الأحزاب السياسية، فخضع الإخوان السوريون لهذا الشرط استجابة ومحبة للوحدة".
وتساءل زيدان: "هل تلك المرحلة التاريخية أوجب من هذه المرحلة التي تمر بها سوريا اليوم؟ وهل دعوة عبد الناصر هي أولى بالإجابة والسمع والطاعة من حاجة الرئيس السوري أحمد الشرع، لتثبيت حكم ثمنه مليون شهيد و14 مليون مشرد، وهو يعيش ظروفًا داخلية وإقليمية ودولية استثنائية، ومن الذي أولى بتثبيت الحكم، أبناء سوريا وتنظيماتها، أم دول إقليمية ودولية هبت لدعم الدولة الوليدة؟".
وذكر الكاتب- وهو صهر المراقب العام الأسبق للجماعة محمد ديب الجاجي (1932- 2016)- عدداً من تجارب الانشقاق عن الإخوان المسلمين في السودان مع حسن الترابي، وتونس مع راشد الغنوشي، وفلسطين وتركيا والعراق والأردن وغيرها من دول المنطقة، إضافة إلى سوريا، حيث حاول الإخوان المسلمون قبل سنوات تأسيس حزب "وعد"، لكنه وُلِد ميتًا؛ لأنهم ظلوا مشدودين للتاريخ والماضي أكثر مما هم مشدودون للحاضر والمستقبل.
وأشار إلى أن ما يعلنه اليوم "ما أبوح به اليوم يهمس به الكثير من شباب الإخوان المسلمين في الجلسات الخاصة، كل ما في الأمر أن لدي الشجاعة لأطرح هذا كما طرحت عام 2015 مطالبًا بفك الارتباط بين جبهة النصرة وتنظيم القاعدة العالمي".
وانتقد في ختام كلامه رفع الشعارات الكبيرة التي تدفع الحركة ثمنها بشكل يفوق قدراتها وإمكاناتها، معتبرًا أن هذا ليس من المنطق، "وهو تماماً ما يفعله الإخوان، إذ يعاملهم العالم كله وكأنهم أخطبوط وإمبراطورية عالمية وخلافة إسلامية على امتداد القارات الست، بينما حقيقتهم وواقعهم يُرثى له، فالمساكين متمسكون بقصور خيالية وهمية سرابية".