بلدي
حذّر آدم عبد المولى، منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية والمنسق المقيم في سوريا، من الوضع الإنساني "الخطير" في محافظة السويداء، حيث نزح أكثر من 185 ألف شخص بسبب أعمال العنف الأخيرة.
وجاء ذلك خلال إحاطة صحفية من دمشق إلى جنيف اليوم الجمعة، عقب زيارته الميدانية إلى السويداء هذا الأسبوع، حيث التقى بالمجتمع المحلي والعائلات النازحة ولمسؤولين المحليين والأطباء والمنظمات غير الحكومية، وفق ما ورد بالموقع الرسمي لأخبار الأمم المتحدة.
وأشار عبد المولى إلى أن العائلات النازحة تبحث عن مأوى في ريف دمشق، ويلجأ الكثيرون إلى المدارس، مما يهدد بتعطيل العام الدراسي المقبل.
وأضاف أن عدد النازحين في بعض المناطق يفوق عدد السكان المضيفين، مما يضع ضغطاً هائلاً على الموارد الشحيحة، وقال: “تعيش العائلات على مخزونات غذائية متناقصة، ولم يتبق سوى عدد قليل من المتاجر مفتوحة، وما هو متوفر يُباع بأسعار مرتفعة للغاية”.
وأبرز المسؤول الأممي الأضرار الجسيمة التي لحقت بالقطاع الصحي، مشيراً إلى أن مستشفى السويداء الوطني يعاني من نقص حاد في الأدوية ومعدات التشخيص والأدوات الجراحية، إضافة إلى أضرار لحقت بالمستشفى نفسه.
وفي مستشفى شهبا الوطني، اضطر الأطباء لإجراء عمليات بتر دون تخدير بسبب نقص الموارد، وأوضح قائلاً: “في جميع أنحاء المحافظة، هناك نقص حاد في الأدوية الأساسية، بما في ذلك الأنسولين، والوقود شبه معدوم”.
ووصف عبد المولى مشاهد الدمار في السويداء قائلاً: “في الطريق إلى السويداء، رأينا الدمار في كل مكان، ولم يبق منزل واحد دون أن يمس”.
وأشار إلى أن الأمم المتحدة وشركائها، بالتعاون مع الهلال الأحمر العربي السوري، أرسلوا 12 قافلة مساعدات إلى المنطقة منذ اندلاع العنف، تقدم مساعدات منقذة للحياة لأكثر من 300 ألف شخص شهرياً، لكنه شدد على أن "هناك حاجة إلى المزيد."
ودعا عبد المولى المانحين إلى تكثيف الدعم لتمكين الشركاء الإنسانيين من الاستجابة بشكل مناسب، محذراً من أن الاستجابة الإنسانية في سوريا تعاني من نقص تمويل حاد، حيث لم يتم تمويل سوى 13% من خطة الاستجابة البالغة 3.2 مليار دولار لعام 2025.
وأكد المسؤول الأممي على أن إعادة فتح طرق التجارة واستعادة الوصول التجاري، أمر حيوي للتعافي طويل الأمد.
من جهته، حذّر مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سوريا، غير بيدرسون، أمس الخميس، خلال إحاطة أمام مجلس الأمن، من أن وقف إطلاق النار في السويداء يظل "هشاً" في غياب تدابير ملموسة لبناء الثقة.
وأعرب بيدرسون عن قلقه من تدهور المناخ السياسي رغم الهدوء العسكري النسبي، مشيراً إلى تصاعد الخطاب التصعيدي الذي يهدد بتجدد الصراع.