بلدي
وجّه قائد فصيل "أحرار الجبل" في السويداء، سليمان عبد الباقي، انتقادات حادة لشيخ العقل حكمت الهجري، محمّلاً إياه المسؤولية عن ما وصفه بـ"الكارثة" التي تعيشها المحافظة.
وقال عبد الباقي في منشور على فيسبوك، إن قرارات الهجري الفردية وخطابه التصعيدي تسببت بحرق 34 قرية وتشريد آلاف العائلات، فضلاً عن سقوط أكثر من ألفي ضحية بين نساء وأطفال وشيوخ، مضيفاً أن "التصعيد المتواصل والمتاجرة بالدماء عمّقا الشرخ الطائفي وزرعا الفتنة بين أبناء السويداء وبقية السوريين".
وأشار إلى أن الدولة منحت أبناء المحافظة امتيازات استثنائية، بينها اختيار القيادات الأمنية والعسكرية من أبناء السويداء حصراً، وتقديم دعم لوجستي ومالي لتشكيل "جيش موحّد" محلي، غير أن تلك المبادرات أُجهضت – بحسب قوله – بسبب رفض الهجري وتعنّته.
وأضاف عبد الباقي أن مقترح إنشاء ألوية محلية بدعم حكومي وبتوافق القوى الفاعلة على الأرض فشل، بعدما فُرضت قيادات "غير مؤهلة" بدوافع شخصية وعائلية، ما أدى لاحقاً إلى انزلاق المحافظة في صدامات دموية امتدت من جرمانا وصولاً إلى جبل الشيخ.
كما اتهم الهجري بالتبعية لأجندات خارجية، وبأن خطابه هدف إلى "تقسيم سوريا وإضعاف النسيج الوطني"، مشدداً على أن الغالبية الساحقة من أبناء السويداء "وطنيون يرفضون مشاريع الانفصال والتقسيم".
وختم قائد "أحرار الجبل" بالتأكيد أن "التاريخ سيحاسب كل من تاجر بدماء الأهالي وأضاع تضحياتهم"، داعيًا أبناء المحافظة إلى التكاتف لإيجاد حلول واقعية تحفظ السلم الأهلي وتضع حدًا للفوضى الأمنية.
وشهدت السويداء منذ منتصف تموز/ يوليو الماضي اشتباكات عنيفة بين عشائر بدوية وفصائل محلية، وتدخلت الحكومة عسكرياً تحت ذريعة فصل الأطراف المتنازعة، إلا أن ذلك أدى إلى مزيد من التصعيد، حيث قُتل وأُصيب مئات الأشخاص وظهرت مقاطع فيديو توثق انتهاكات القوات الحكومية، قبل انسحابها إثر ضربات إسرائيلية استهدفت مناطق في السويداء ودمشق.
وجاء التدخل الإسرائيلي بعد مناشدة شيخ العقل الدرزي حكمت الهجري لإسرائيل والولايات المتحدة وعدد من الدول العربية.
ولا تزال عشرات القرى خاضعة لسيطرة الحكومة التي تقول إنها تفصل بين فصائل العشائر والفصائل المحلية الدرزية، في الوقت الذي تتهم فيه أطراف من السويداء الحكومة بتهجير آلاف السكان من هذه القرى ومحاصرة المحافظة، عبر عدم تأمين الطريق بين السويداء ودمشق في ظل تصاعد أعمال الخطف والاستهداف على طريق المعبر الإنساني باتجاه المحافظة عبر درعا.