بحث

"المبادرة الأهلية لحل أزمة السويداء" تقول إن وظيفتها ليست المحاسبة بل تعزيز الخطاب الوطني

بلدي 

صرّح مطيع البطين، رئيس لجنة “المبادرة الأهلية لحل الأزمة في السويداء”، خلال مؤتمر صحفي عقد اليوم الإثنين، أن المبادرة تهدف إلى تعزيز الخطاب الوطني والحوار، والعودة إلى الثقافة الوطنية والتاريخ السوري المشترك.

وأشار إلى وجود تخوفات لدى بعض الأشخاص المعنيين بالمساهمة في المبادرة من أهالي السويداء، لكنه شدد على أن أغلب المتواصلين معهم يتمسكون بانتمائهم الوطني وسوريتهم.

وأوضح البطين أن المبادرة ليست للمحاسبة، بل لإحياء الأمل في الحفاظ على وحدة سوريا بعيداً عن الطائفية، مؤكداً أنها ترفض الخطاب الطائفي وتسعى لجمع كل المكونات.

وأردف أن أهالي السويداء ودرعا نجحوا سابقاً في حل العديد من المشكلات، لكن الأزمة الحالية تتطلب قراراً شجاعاً لتجنب الانزلاق نحو الانتماءات غير الوطنية.

وأشار إلى أن المبادرة، رغم أنها ليست باسم الدولة، تلقى مؤشرات دعم من الحكومة، وتهدف إلى إعلاء الصوت الوطني ومنع تحول الأزمة إلى قضايا خطف أو قتل.

وأكد البطين أن المبادرة تسعى لمواجهة أصوات التحريض الطائفي التي تخدم أجندات خارجية، مشيراً إلى أن توثيق الجرائم الطائفية يقع على عاتق جهات مختصة، وليس ضمن أهداف المبادرة.

وأضاف أن العلاقات التاريخية مع أهالي السويداء تدعم استمرار التواصل الإيجابي رغم التحديات، حيث وافقت العديد من الفعاليات في المحافظة على خطة العمل للوصول إلى سوريا موحدة لكل أبنائها.

من جهته، أكد عضو اللجنة الشيخ علي الجاسم أن المبادرة شعبية وأهلية، تهدف إلى رأب الصدع بين أبناء الوطن، معرباً عن أمله في أن تلتف حولها النخب في السويداء.

وشدد على أن السوريين لا يمكن أن يعيشوا خارج إطار سوريا الموحدة، وأن لجنة الصلح التي تنطلق من السويداء ستعمل على مستوى سوريا كلها، معتمدة على الدولة وسلامة النية كضمانات أساسية، مضيفاً أن المبادرة تعول على أصحاب الفكر والوطنية لتوحيد المحافظات، رافضة أي محاولات لتمزيق النسيج الوطني.

وشهدت محافظة السويداء، السبت الماضي، موجة جديدة من المظاهرات الشعبية التي انطلقت في عدة نقاط بالمحافظة، أبرزها "ساحة الكرامة"، تحت عنوان “تقرير المصير”، حيث تجمع مئات المواطنين للتعبير عن مطالبهم.

ورفع المحتجون شعارات تطالب برفع “الحصار” المفروض على المحافظة، وإعادة فتح أوتستراد دمشق – السويداء، الذي يعد شرياناً حيوياً للمنطقة، كما طالبوا بخروج القوات الحكومية والعشائر المسلحة من أراضي المحافظة، وإطلاق سراح المعتقلين، وتسهيل عمليات تبادل الأسرى بين الأطراف المتصارعة.

وجاء ذلك، في أعقاب أحداث عنيفة شهدتها السويداء منذ منتصف تموز/يوليو 2025، حين اقتحمت القوات الحكومية السورية المدينة، مما أدى إلى وقوع انتهاكات وجرائم طالت العديد من المدنيين، بما في ذلك اعتقالات تعسفية وأعمال عنف وإعدامات ميدانية.

مقالات متعلقة