بحث

إلهام أحمد تؤكد إصرار "الإدارة الذاتية" على اللامركزية في سوريا وتدعو إلى حوار وطني شامل

بلدي 

أدلت إلهام أحمد، الرئيسة المشتركة لدائرة العلاقات الخارجية في "الإدارة الذاتية" بشمال وشرق سوريا، بتصريحات شاملة لقناة “رووداو” الكردية، تناولت فيها رؤية الإدارة لمستقبل سوريا، مشددة على ضرورة تبني نظام لا مركزي يضمن حقوق جميع المكونات السورية ويخفف العبء عن الحكومة المركزية.

وانتقدت أحمد الحكومة المؤقتة في دمشق لعدم تشاورها مع “الإدارة الذاتية” أو الأطراف السورية الأخرى، مؤكدة أن "الاندماج يتطلب طابعاً مزدوجاً يقوم على الاعتراف المتبادل بيننا وبين حكومة دمشق".

وأوضحت أحمد أن النظام اللامركزي الذي تدعو إليه “الإدارة الذاتية” يهدف إلى توزيع صلاحيات الدولة على المناطق في قطاعات حيوية مثل التعليم والصحة والأمن الداخلي والاقتصاد، مع الإبقاء على الجوانب السيادية مثل الحدود والمطارات تحت إدارة الحكومة المركزية.

وأكدت أن هذا النظام سيخفف العبء عن دمشق، مشيرة إلى أن المركزية المفرطة التي طبّقها النظام السابق خلال العقود الماضية تسببت في "الألم والمعاناة" للشعب السوري، وحذرت من أن تكرار هذا النهج سيؤدي إلى نفس النتائج الكارثية، وأضافت: "عندما نتحدث عن اللامركزية، لا نعني أن كل شيء لا مركزي، فهناك أمور سيادية مثل المعابر والمطارات يجب أن تظل تحت إدارة الدولة المركزية، مثل مطار القامشلي الذي نعلم أنه سيادي".

وفي سياق الحديث عن دمج “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) في الجيش السوري، أشارت أحمد إلى وجود قرار في اتفاق 10 آذار ينص على هذا الدمج، مؤكدة وجود توافق مبدئي بهذا الشأن، وأوضحت أن مفاوضات جارية بوساطة دولية تشمل ممثلين أمريكيين لأول مرة، إلى جانب الفرنسيين الذين يشاركون بشكل دائم، والبريطانيين بشكل غير مباشر.

وأكدت أن “الإدارة الذاتية” لا تعارض إدارة الحكومة السورية لمناطق شمال وشرق سوريا، لكنها ترفض فرض إدارة مركزية بالإكراه، مشددة على أن "إدارة المجتمعات لا تتم بالإجبار".

وبشأن نزع سلاح “قوات سوريا الديمقراطية”، قالت أحمد: "نزع السلاح ليس ضمن أجنداتنا على الإطلاق، فالوضع في سوريا فوضوي، وطلب نزع السلاح من قسد في هذه الظروف كأن نقول لها اذهبي للموت".

وأضافت أن الحل الشامل للأزمة السورية يتطلب حواراً يحدد دور “قسد” في بناء سوريا المستقبلية.

ونفت أحمد بشكل قاطع اتهامات بعض الأطراف لـ"الإدارة الذاتية" بالسعي لتقسيم سوريا، مؤكدة أن "التقسيم يأتي من المركز إذا لم يعترف بحقوق المجتمعات ويعاملها بالتساوي"، مشيرة إلى أن الدعاية التي تروج لتقسيم سوريا، سواء في شمال شرق سوريا أو السويداء، هي "سيناريوهات تروجها أطراف معينة"، مؤكدة أن تواصل الإدارة مع المجتمع الدرزي في السويداء جيد ولم تسمع منهم أي دعوة للانفصال.

وكشفت أحمد عن وجود قناة تواصل مباشرة مع تركيا لمناقشة قضايا المنطقة، مشيرة إلى أن المفاوضات تحمل "طابعاً إيجابياً" دون الإفصاح عن تفاصيل زيارات محتملة لتركيا أو لقاءات مع مسؤولين أتراك.

وأكدت أن “الإدارة الذاتية” تحتفظ بعلاقات جيدة مع دول غربية مثل فرنسا وألمانيا، التي تقدم الدعم في الأوقات الصعبة، مشيرة إلى أن هذه الدول تتواصل مع الإدارة لتقديم المساعدة عند الحاجة.

ودعت أحمد إلى حوار وطني شامل يجمع كل الأطراف السورية لبناء وطن يحترم إرادة الجميع، مؤكدة أن "الجميع قدم تضحيات، ومن الضروري أن نتحاور سوياً حول كيفية بناء سوريا معاً".

وشددت على أن المجتمعات لا يمكن إدارتها بالقوة، داعية الحكومة في دمشق والدول المتدخلة في الشأن السوري إلى احترام إرادة الشعب، وذكرت أن “الإدارة الذاتية” بدعم من قوات التحالف الدولي والقوات الكردية، تمكنت من حماية نفسها ضد التهديدات، وأعربت عن ثقتها بقدرة المجتمع الكردي والشعب السوري على حماية مناطقهم في المستقبل.

مقالات متعلقة