بلدي
شهدت العاصمة دمشق يوم الخميس 24 يوليو/تموز انطلاق النسخة الأولى من منتدى الاستثمار السعودي السوري، بحضور رسمي وتجاري واسع من الجانبين.
وأسفر المنتدى عن توقيع عشرات الاتفاقيات ومذكرات التفاهم بقيمة مليارات الدولارات، شملت قطاعات حيوية مثل الصحة والعقارات والبنية التحتية والاتصالات والطاقة، في إطار توجه مشترك لإعادة إعمار سوريا وتحفيز بيئتها الاستثمارية.
وأقيمت فعاليات المنتدى، في قصر الشعب بدمشق، حضرها الرئيس السوري أحمد الشرع، وشهدت توقيع 47 اتفاقية ومذكرة تفاهم بإجمالي استثمارات قُدّرت بحوالي 24 مليار ريال سعودي.
وشكل هذا الحدث الاقتصادي غير المسبوق منصة للانطلاق بمشاريع استراتيجية بين البلدين، في مجالات الصحة والصناعة والإسكان والأمن السيبراني، إضافة إلى تعزيز التعاون في الأسواق المالية.
وزارة الصحة السورية أعلنت توقيع اتفاقية مع شركة "إنتر هيلث" السعودية، لتطوير القطاع الصحي السوري، تشمل المستشفيات وصناعة الأدوية والتقنيات الطبية.
واعتبر وزير الصحة مصعب العلي أن الاتفاق يمثل خطوة متقدمة نحو تحديث المنشآت الطبية وتشغيل المصانع المستهدفة، مما سيسهم في خلق فرص عمل وتوسيع قاعدة التصدير.
وأكد رئيس مجلس إدارة "إنتر هيلث"، عماد الذكير، أن الاتفاقية تعكس نموذجًا متقدمًا من الشراكة بين القطاعين العام والخاص في ظل حاجة سوريا لإعادة تأهيل بنيتها الصحية بعد أضرار الحرب.
بموازاة ذلك، أعلنت وزارة الاستثمار السعودية إطلاق مشروع "برج الجوهرة" وسط العاصمة دمشق، في حي البحصة، على مساحة تتجاوز 25 ألف متر مربع وبتكلفة تصل إلى 375 مليون ريال سعودي.
ويتألف البرج من 32 طابقًا تجمع بين مكونات الأعمال والفندقة والتجزئة، تشمل طوابق مخصصة للمكاتب ومرافق للضيافة الفاخرة ومطعم بانورامي يطل على مدينة دمشق.
ويشكل المشروع بداية لسلسلة استثمارات عقارية سعودية في السوق السورية، وفق ما أكدته وزارة الاستثمار.
وكشف مساعد محافظ دمشق خلال المنتدى عن خطط استثمارية كبيرة بثلاثة مسارات تشمل المناطق المتضررة والمنظمة والجاهزة للبناء، موضحًا أن تلك الخطط تتضمن إعادة إعمار أحياء مدمّرة، وإقامة مشاريع كبرى مثل "أبراج دمشق" في منطقة البرامكة بكلفة 400 مليون دولار، وإنشاء مدينة طبية متكاملة في قدسيا بقيمة 900 مليون دولار، ومدينة ترفيهية في منطقة العدوي بتكلفة 500 مليون دولار، إضافة إلى مشروع لمدينة ثقافية بكلفة 300 مليون دولار.
من جهته، قال مدير مؤسسة الإسكان السورية أيمن المطلق إن سوريا تمتلك العديد من المشاريع المتعثرة والمناطق المدمرة التي يمكن تحويلها إلى فرص استثمارية عبر شراكات عادلة مع المستثمرين السعوديين، معربًا عن تطلع بلاده إلى إقامة مجتمعات عمرانية متكاملة ومستدامة تضع حاجات الإنسان في قلب التخطيط العمراني.
في قطاع الصناعات الثقيلة، أعلنت مجموعة المهيدب السعودية عن خطة استثمارية بقيمة 200 مليون دولار لإطلاق مشاريع في سوريا، في مؤشر على دخول استثمارات نوعية إلى السوق السورية التي تشهد تعافيًا تدريجيًا.
وأعلن وزير الاستثمار السعودي خالد الفالح في كلمته خلال المنتدى أن ما تم توقيعه من اتفاقيات يشمل مشروعات تتجاوز قيمتها 11 مليار ريال سعودي في قطاع البنية التحتية، منها ثلاثة مصانع جديدة للإسمنت.
كما كشف عن مشروع سكني وتجاري متميز في مدينة حمص تنفذه شركة بيت الإباء السعودية، إلى جانب شراكات في قطاع الاتصالات وتقنية المعلومات، تشمل تطوير البنية الرقمية وتعزيز الأمن السيبراني باستثمارات تُقدَّر بنحو 4 مليارات ريال سعودي.
كما أشار الفالح إلى أن هناك نية لتطوير مشروعات زراعية مشتركة مع الجانب السوري، تشمل المزارع النموذجية والصناعات التحويلية، مؤكدًا أن السعودية تقبل على استثمارات نوعية في سوريا تغطي قطاعات الطاقة والعقارات والصناعة والتعليم والزراعة والمقاولات والخدمات المالية.
وفي ختام المنتدى، أعلن الفالح عن صدور توجيه عاجل من ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان بتأسيس مجلس أعمال سعودي سوري، يضم نخبة من كبار رجال الأعمال من البلدين، بهدف تعزيز الشراكة الاقتصادية وفتح آفاق أوسع للتعاون طويل الأمد.