بلدي نيوز – إسطنبول (غيث الأحمد)
باتت مدينة جرابلس أول مدينة تقع تحت سيطرة المعارضة السورية المسلحة وتحظى بحماية من قوات التحالف الدولي، حيث يمُنع طيران نظام الأسد من التحليق فوقها، في خطوة يعتقد خبراء أنها لإقامة منطقة آمنة في شمال سورية، كما أنها تمنع ميليشيا الـ"PYD" التي تحظى بدعم أمريكي من توسيع سيطرتها على الشريط الحدودي مع تركيا، وإنشاء كيان كردي تقول تركيا إنه يهدد أمنها القومي.
وتمكنت قوات المعارضة من السيطرة على مساحة بنحو ١٦ كم على الشريط الحدودي، وعمق بنحو 13 كم من مدينة جرابلس باتجاه العمارنة، وذلك بمشاركة طيران التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة الأمريكية وقوات خاصة من الجيش التركي وآليات ومدرعات تركيا إلى جانب قوات المعارضة السورية، في معركة أطلق عليها "درع الفرات".
ولم تحتمل المعركة البقاء مدة أطول دون مواجهة مع ميليشيا الـ "PYD"، والتي كانت ضمن النوايا المبطنة للمعركة، وشهد مساء اليوم الأول من المعركة مواجهات عنيفة في محيط قرية العمارنة جنوب جرابلس بين فصائل المعارضة من جهة، ومليشيا الـ "PYD" من جهة أخرى، وذلك على خلفية محاولة الأخيرة التقدّم نحو القرية، مستغلّة انسحاب تنظيم "الدولة" منها.
وأعلن فيلق الشام وهو أحد المشاركين في معركة "درع الفرات" عبر صفحته على موقع فيس بوك مساء أمس، عن تحرير مدينة جرابلس وقرية "الجامل" من تنظيم الدولة إضافة إلى قرية "العمارنة" من ميليشيا الـ "PYD" التي تعتبرها تركيا تنظيماً تابعاً لحزب العمال الكردستاني المصنف إرهابياً في قوائم الأمم المتحدة.
وذكرت وكالة الأناضول التركية اليوم الخميس أن وزير الخارجية الأمريكي، جون كيري، أبلغ نظيره التركي، مولود جاويش أوغلو، أن ميليشيا الـ"PYD" تقوم بالانسحاب إلى شرقي الفرات.
وكان نائب الرئيس الأميركي، جو بايدن، قد دعا خلال المؤتمر الصحافي المشترك الذي عقده مع رئيس الوزراء التركي، بن علي يلدريم، أمس الأربعاء، في العاصمة التركية أنقرة، ميليشيا الـ"PYD" إلى مغادرة ضفة الفرات الغربية تحت طائلة فقدان الدعم الأميركي، مبدياً دعماً واضحاً لعملية "درع الفرات"، وقال بايدن: "علينا أن نجعل ذلك واضحاً للغاية؛ على قوات الاتحاد الديمقراطي أن تعود إلى الضفة الأخرى من الفرات (الضفة الشرقية)، لأنها لن تتمكن، ولن تحصل، تحت أي ظرف كان، على الدعم الأميركي إن لم تلتزم بتعهداتها".
وقال عضو في المعارضة السورية فضل عدم الإفصاح عن هويته في تصريح خاص لـ بلدي نيوز إن أمريكا تضغط بشكل كبير على ميليشيا الـ "PYD" للانسحاب شرق نهر الفرات، وذلك بهدف عودة العلاقة الجيدة مع تركيا ومنع تقرب تركيا أكثر من روسيا.
وأوضح أن واشنطن باتت قلقة على علاقتها مع حليفها التركي في الناتو، وتأمل عودة علاقتها كما كانت عليه في السابق.
وذكرت صحيفة أكشام التركية أمس أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين سيأتي إلى تركيا في 31 آب/أغسطس الحالي لمشاركة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في حضور مباراة تحضيرية بين المنتخبين التركي والروسي.
وكان سير المعركة يدل على أن تنظيم الدولة قد انسحب من تلك المناطق دون قتال، متجهاً نحو مدينة الباب في ريف حلب الشمالي، وهي المدينة التي يتسابق عليها كل من الجيش الحر وميليشيا الـ "PYD".
وتوقع محللون عسكريون أن يكون انسحاب تنظيم الدولة من جرابلس بهدف تعقيد الخريطة على قوات المعارضة، وتعجيل المعارك بين المعارضة وميليشيا الـ "PYD".