بلدي نيوز – دمشق (حسام محمد)
لا يتوقف المسؤولون الرسميون الروس عن الخروج مراراً وتكراراً بتصريحات صحفية علنية، تتحدث عن مساعيهم في إيجاد مخارج للواقع السوري الدامي رغم تسببها بجزء كبير من المأساة، فالتصريحات روسية تسعى إلى تجميل الأسد، والحفاظ على نظامه المخابراتي بكافة مكوناته، وإعادة السوريين تحت راية الأسد مجدداً ضمن مشروع روسي يبدو وكأنه إعادة تعويم لنظام الأسد.
لا يمل الروس من تكرار نفس الأحاديث عن وجوب الحفاظ على الدولة السورية، المتمثلة بجيش الأسد وأفرعه الأمنية، رغم علمهم بأن هذه الجهات ذاتها من فتكت بالسوريين قتلاً واعتقالاً وتهجيراً على مدار سنوات الثورة السورية وقبلها، وكذلك يصرون على الحفاظ عليها، رغم تأكدهم بأن الشعب السوري الثائر لم ولن يقبل إلا بتفكك هذه المنظومات، التي أدمت السوريين منذ استيلاء الأسد الأب على الحكم قبل عقود خلت، وفق معارضين سوريين.
ولكن على الأرض السورية الأمر مختلف كلياً، فقد ذكرت وكالة "إنترفاكس" للأنباء يوم أمس أن سفينة "يامال" الروسية للإنزال عبرت البوسفور قاصدة الساحل السوري، مؤكدة أن وجهتها النهائية نقطة الإسناد الروسية في طرطوس، بهدف تنفيذ عملية "سوريا إكسبرس"، المتمثلة في تأمين الذخائر لمجموعة القوات الجوية الروسية المتمركزة في اللاذقية، وكذلك تذخير قوات النظام السوري.
كما أبحرت في غضون الأشهر الثلاثة الماضية بين روسيا وسوريا ذهابا وإيابا خمس سفن إنزال روسية كبيرة، بينها "يامال"، إضافة إلى سفينة شحن وإسناد تستخدم في إنشاءات البنى التحتية في الأعماق.
العقيد المتقاعد "توفيق أبو ياسر"، قال لبلدي نيوز "الأسلحة الروسية التي تدفقت إلى سوريا من روسيا تعادل ما تم اختزانه من قبل النظام السوري منذ تولي الأسد الأب السلطة في البلاد وربما يزيد".
وأضاف العقيد "روسيا وجدت ضالتها في الأسواق السورية لتوريد السلاح وخاصة "نظام الأسد، حزب الله، الحرس الثوري الإيراني، الميليشيات الأجنبية والكردية"، فقد باركت دخول كافة هؤلاء إلى سوريا ومن ثم فتحت مخازن أسلحتها الكاسدة أمامهم، فتخلصت من أقسام كبيرة من الأسلحة المخزنة منذ فترات طويلة، مقابل أموال هائلة حصلت عليها من طهران والعراق والنظام السوري".
ورأى العقيد المتقاعد بأن موسكو نجحت خلال الثلاثة أعوام الأخيرة في التخلص من كم هائل من الأسلحة التي كانت في مستودعاتها، وهي ماضية في هذا المشروع رغم ما يردده زعمائها عبر الوسائل الإعلامية حول ضرورة إنهاء القتال في سورية، ولكنها في الحقيقة أكثر من يمنع وقف المعارك بسبب ما تجنيه من أرباح وضعت لها خطط ودراسات منذ انطلاقة شرارة الثورة السورية.
المصدر العسكري نوه إلى موسكو سعيدة للغاية بوجود حزب الله أو أي ميليشيا حتى الوحدات الكردية في سوريا، طالما أن السلاح الذي تحمله صناعة روسية والمشاريع التي تسير بها تحظى بتأييد بوتين وحاشيته، حيث باتت سورية أرض خصبة للغاية لتجارة السلاح والتخلص من الكاسد منه.
روسيا تدعو للسلام في سوريا وتستمر بتسليح القتلة!
الأربعاء : 13 يوليو 2016
