بحث

"تي 90" الأسطورة الروسية التي حطمها الثوار في سوريا

بلدي نيوز – (خاص)
قدر الحروب أن تقوي الأساطير أو تحرقها، ويبدو أن الحرب في سوريا أحرقت وستحرق أكثر من أسطورة في ساحات المعارك مترامية الأطراف.
فبعد أن دمر الثوار دبابة T90 بصاروخ تاو منذ قرابة شهرين، تطور الأمر ليأسروا دبابة T90 أخرى، في ضربة جديدة وغير مسبوقة في تاريخ الحرب في سوريا.
روسيا التي وظفت كل ما في الحرب السورية للترويج لقوتها وعظمتها وتطور سلاحها وقدراته العالية، تواجه اليوم وضعاً لا تحسد عليه، فأفضل دباباتها دمرت وأسرت ببساطة غير مسبوقة، فلم يكلف الأمر سوى صاروخ تاو واحد لتدمير الدبابة الأولى، والتي سعى الروس لنفي الخبر واستخدموا ماكينتهم الإعلامية، مدعومة بجيش من الخبراء العسكريين والتقنيين، الذين حاولوا نفي اليقين بحد ذاته، لتأتي الآن عملية أسر الدبابة الأمر الذي لا يستطيعون نفيه إطلاقاً.
لكن سيلجأ الروس للقول أن من يشغل هذه الدبابة هو طاقم تابع للنظام، وليس روسياً، وأن الدبابة تعطلت فهجرها طاقمها وإلا لما كانت أسرت، وسيجتهدون في إيجاد التبريرات والأسباب التي سيحاولون بها التغطية على أهمية الحدث.
عملية الأسر هذه تعتبر ضربة مؤلمة للروس، الذين زجوا بأفضل دباباتهم في المعركة في سوريا، على أمل أن يروجوها ويرفعوا أسهما، بعد السمعة التعيسة لدباباتهم خلال الحروب المختلفة، على مدى العقود الثلاثة الماضية في الشرق الأوسط.
فقد سعت روسيا لتصدير دبابة T-90 إلى العديد من دول العالم، بداية بالدول العربية وخاصة دول الخليج، ودول شمالي أفريقيا وخصوصاً مصر والجزائر، اللتين تكدسان السلاح بكافة أنواعه، وكأنهما مقبلتان على حرب عالمية جديدة.
تأتي أهمية دبابة T-90 من الهالة الإعلامية التي أحاط الروس بها هذه الدبابة، والتي حاولوا من خلالها تصويرها على أنها سبب انتصاراتهم في المعارك البرية التي يخوضونها ضد الثوار، وأنها رأس الحربة في الهجوم والسيطرة على الأراضي، وأنها لا تقهر ولا تدمر، حتى أنهم عندما يريدون الترويج لأي معركة فهم يروجون لها عبر القول أن دبابات T-90 في الطريق إلى تلك المنطقة.
المميز في النسخة التي استخدمها النظام لدبابة T-90 أنها النسخة الأصلية للدبابة والمسماة T-90A، والمخصصة للاستخدام في الجيش الروسي ما يجعلها الأعلى في المواصفات وتحتوي كامل التجهيزات، من تدريع والكترونيات أصلية، والتي عادة لا تحصل عليها الدول التي تستورد هذه الدبابة، بل تحصل على نسخ أقل بالمواصفات والمميزات.
أشهر ما في هذه الدبابة من تجهيزات هي منظومة "شتورا" التي طالما تفاخر بها الروس، وبأنها قادرة على إبعاد الصواريخ الموجهة المضادة للدبابات عن الدبابة.
إضافة لتدريعها السميك والمدعم بالتدريع التفاعلية الخارجي والذي يوصف بأنه الأحدث لدى الروس (كونتاكت 5).
بماذا تختلف دبابة T90 عن دبابات النظام الباقية؟
أول المميزات التي تحملها دبابة T-90 هي التجهيزات البصرية المميزة التي فيها، والتي تسمح لها بالعمل في الظلام الكامل، والتي تتكون من كاميرا حرارية بانورامية للقائد، وكاميرا حرارية للرامي تسمح له باكتشاف الأهداف والرماية عليها ليلاً ونهاراً.
كذلك الدروع المميزة التي تحملها، والتي تبلغ سماكتها قرابة 830 ملم، والتي تعتبر ضعف ما تحمله دبابة T-72 لدى النظام تقريباً.
حيث تعتبر T-90 الأعلى تدريعاً في الساحة في سوريا، ولا يوجد لدى الروس أنفسهم سوى نوع واحد من الدبابات هو دبابة "ارماتا"، و التي ما تزال في طور التجارب، ولم تدخل لحد الآن في الخدمة الفعلية في روسيا.
على الرغم من قدرتها على إطلاق صواريخ مضادة للدبابات من سبطانة مدفعها (تكافئ في فعاليتها صواريخ تاو بمدى 5 كم) لكن لم يوثق ذلك في سوريا إطلاقاً، وخصوصاً أنها دخلت بشكل أساسي معارك ضد المشاة والعربات منخفضة التصفيح، ما يعني أن التسليح الأساسي هو القذائف المضادة للأفراد عيار 125 ملم (شديدة الانفجار كثيرة الشظايا).
كيف يستفيد الثوار من هذه الدبابة؟
الفائدة الأساسية هي الضربة المعنوية للقوات الروسية، فهي تخسر دبابتها بطريقة مذلة جداً، ولم يسبق أن حدث وأسرت هذه الدبابات من قبل أي قوة على الأرض.
حيث يستطيع الثوار استخدامها في المعارك بحكم أن ذخيرتها مطابقة لذخيرة دبابات T-72، ويمكن استخدام نفس نوعيات الذخائر عليها، ما يعني سهولة تأمينها.
إضافة لإمكانية دراستها من قبل أي دولة منافسة لروسيا في مجال تصنيع الأسلحة، بهدف الاستفادة التقنية منها، ومعرفة نقاط قوتها وعيوبها التقنية، سواء الدرع أو منظومة شتورا أو المدفع والقذائف التي في الدبابة، خصوصاً أنها من النسخة الأصلية غير التصديرية والتي تحمل التجهيزات الأساسية كاملة.

مقالات متعلقة