واشنطن بوست – (ترجمة بلدي نيوز)
ليس سراً بأن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لديه علاقة شخصية سيئة مع الزعيم الحليف لبلاده، الرئيس الأمريكي باراك أوباما، إذ أن هنالك سلسلة طويلة من الهفوات والعديد من التعليقات العامة التي تبين أنه لا توجد من علاقة شخصية وطيدة بين هذين الحليفين، وهذا هو السبب الرئيسي بعدم وجود مفاجئة كبيرة في أن نتنياهو سيقوم هذا الأسبوع برحلة أخرى -الثالثة له منذ أيلول إلى موسكو- للقاء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
إن هذه الرحلة تهدف إلى الاحتفال بمناسبة مرور 25 عاماً على العلاقات الثنائية بين كل من إسرائيل وروسيا ولكن وكما أشار الكثيرون في كلا البلدين بأن هنالك أيضاً ازدهار في العلاقة المقربة ما بين الرئيس الروسي ورئيس الوزراء الإسرائيلي، إذ جاء في صحيفة هآرتس الإسرائيلية في اليوم الأول من زيارة نتنياهو إلى موسكو، عن الصحافي باراك رافيد قوله "ليس من المبالغة أن نقول بأن العلاقات ما بين إسرائيل وروسيا لم تكن أبداً بأفضل حال من الآن، إنها حقيقة، فحجم التجارة والسياحة، فضلاً عن الأمن والتعاون الدبلوماسي بين البلدين، هي الآن في ذروتها"، بينما أضاف باراك رافيد مستطرداً "فقط للمقارنة، أنه خلال كل هذه الفترة نفسها، كان نتنياهو قد اجتمع مع الرئيس الأمريكي باراك أوباما لمرة واحدة فقط".
في حين جاء على لسان نتنياهو في بيان له يوم الأحد وذلك قبل زيارته المقررة إلى موسكو "إن روسيا قوة عالمية، وعلاقاتنا تقترب أكثر"، ولدى وصوله إلى موسكو، كان في استقبال نتنياهو فرقة نحاسية من الموسيقيين وسجادة حمراء، بينما تم تسليم الزهور الوردية لزوجته سارة، وبعد اجتماع مطول له في الكرملين، صرح نتنياهو يوم الثلاثاء أنه زيارته تميزت بالاحتفال بـ25 عاماً من العلاقات الوطيدة بين البلدين، "فنحن نركز بشكل رئيسي على التطلع إلى السنوات ال 25 المقبلة".
في حين قالت البيانات الصادرة عن مكاتب كل من نتنياهو وبوتين، بأنهما ناقشا القضايا الإقليمية في الشرق الأوسط، بما في ذلك الوضع المتدهور في سوريا، وكذلك مجالات التنسيق ما بين الجيوش الخاصة لكلا البلدين، وتوطيد العلاقات التجارية والثقافية، وكذلك قام نتنياهو بشكر بوتين لموافقته على عودة الدبابة الإسرائيلية التي فقدت خلال معركة 1982 في منطقة السلطان يعقوب في لبنان، حين خسر الجيش الإسرائيلي ثماني دبابات أخرى، وأكثر من 20 جندياً كانوا قد قتلوا خلال معركة 10-11 يونيو مع القوات السورية، وتم أسر ثلاثة جنود إسرائيليين خلال تلك الحرب، والذين شوهدوا في وقت لاحق في دمشق، على الرغم من أن إسرائيل لم تكن قادرة على الحصول على مزيد من المعلومات حول مصيرهم، فإن أولئك الجنود الثلاثة بالنسبة لإسرائيل لا يزالون في عداد المفقودين.
وصرح نتنياهو "إن هذه للفتة إنسانية من الدرجة الأولى لأسر أولئك الجنود المفقودين في هذه المعركة، والذين لعقود من الزمن لم يكن لديهم قبر لزيارته" واصفاً بوتين بالرجل "الإنساني"، كما أضاف مستطرداً "نحن لا نتخلى عن مفقودينا، وسوف نواصل البحث لنعلم ما حدث لهم وسنعمل على إعادتهم لمنازلهم، وفي هذه المرة أود أن أشكركم بالنيابة عن نفسي، وعن شعب إسرائيل وأسر الجنود، لهذه اللفتة الإنسانية الهامة التي تلمس قلوبنا حقاً".
وفي وقت لاحق في المساء، وبينما كان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يشاهد استعراض الباليه "البالشوي" الشهير في روسيا، قام بشكر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لمرة أخرى لما وصفه بـ"الدور الرئيسي الذي أخذه على نفسه في تعزيز العلاقات بين البلدين"، كما أضاف "إنني على يقين بأننا في ال 25 سنة الأخرى، وعندما سننظر إلى الوراء، سنتذكر هذا المساء كعلامة فارقة ما بين روسيا وإسرائيل".
وفي خطاب رسمي للرئيس الروسي فلاديمير بوتين قام بدوره بالإشارة أيضاً إلى "العلاقات الإنسانية" الوثيقة ما بين البلدين، وخاصة لأن هنالك أكثر من 1.5 مليون من المواطنين الروس ومواطني دول الاتحاد السوفيتي السابق، يعيشون الآن في إسرائيل، بينما أضاف أيضا بأن إسرائيل هي واحدة من أكثر الوجهات السياحية شعبية بالنسبة للروس، وأن عدد الزوار الروس لإسرائيل من شأنه أن يزيد على الأرجح في السنوات المقبلة.
إن هذا يعد تغيرا أساسياً في اتجاه القيادة الروسية بتحالفها الوطيد مع إسرائيل، وكما جاء في تصريح بوتين مؤخرا "إن لدينا أساس متين من الثقة والتفاهم والتعاون في الاعتماد على بعضنا، فقد قمنا بوضع خطط ثنائية للمستقبل ما بين البلدين".
"إسرائيل وروسيا".. علاقات حميمية محورها سورية
الجمعة : 10 يونيو 2016
