بلدي نيوز - (فراس عزالدين)
أثار ملف "حرائق الساحل" لغطاً في الشارع الموالي، وأمام اﻹحصائيات التي قدمتها حكومة النظام، بدأت تخرج تحليلات تضربها وتفندها، ما يبقي الباب مفتوحا على مصراعيه حول خلفيات ونتائج ما جرى، بحسب بعض المحللين.
تشكيك باﻹحصائيات والنوايا!
وبالتزامن مع تصريحات وزارة الزراعة التابعة للنظام، والتي تؤكد بأن اﻷضرار هائلة، ينفي تلك المزاعم د. أمجد بدران، الخبير الموالي في وزارة الزراعة، ويقول بأن "نسبة اﻷضرار التي طالت أشجار الزيتون لا تتعدى 2% من العدد الكلي للزيتون في الساحل، وأن ما يروج له يهدف إلى رفع أسعار المحاصيل الناجية من الحريق لا أكثر".
وأضاف بدران أن؛ "اﻷراضي المزروعة بأشجار الزيتون تقدر بـ 43 ألف هكتار، وأنه بحسب كلام الوزير فإن اﻷضرار تقدر بحوالي 600%، أي أن النسبة لا تقدر بـواحد ونصف بالمئة، لذلك علينا أن نفرق بين اﻷذى لبعض الفلاحين الذي طال كامل رزقهم، وبين اﻷثر العام، والذي يمهّد لرفع سعر زيت الزيتون على مستوى البلد".
ضرب اﻷمن الغذائي
واعتبر المحلل الاقتصادي الموالي، د. سنان علي ديب، أن الحرائق سبقت حركة الحكومة البطيئة وخططها المتأخرة، فأودت بأرزاق وآمال عشرات الآلاف من المزارعين الذين تجاهلتهم حكومتهم لعقود، ثم جاءت الحرائق لتنهي ما بدأته الحكومة.
وأضاف؛ "تعتبر شجرة الزيتون مصدر رزق لكثير من أهل الساحل، حيث تشكل شجرة الزيتون ما يقارب 66% من إجمالي اﻷشجار المثمرة في سوريا، وتغطي ما يصل إلى نحوِ 11.5% من المساحة المزروعة فيها".
تضرر موسم الحمضيات
وعلى عكس تلك التحليلات، كان موقف المسؤولين في حكومة الأسد، حيث أكد مدير الزراعة، التابع للنظام، بأن معظم موسم الحمضيات تضرر.
وتقدّر مصادر موالية في محافظة اللاذقية -المنتج الأول للحمضيات- الإنتاج المتوقع لهذا الموسم بما يزيد على مليون ومائة ألف طن من الحمضيات المتنوعة، قبل الحرائق.
وقال المهندس منذر خير بيك، مدير الزراعة التابعة للنظام، في اللاذقية، "إن إنتاج الحمضيات في سوريا نحو مليون طن سنويا تزيد أو تنقص قليلا حسب المواسم واﻷمطار والعوامل الجوية، حيث يقدر هذا اﻹنتاج بـ1% من اﻹنتاج العالمي السنوي من الحمضيات البالغ 100 مليون طن في كل عام".
وأضاف؛ "وتقدّر إحصاءات وزارة الزراعة السورية أن نحو 65 ألف أسرة سورية تعمل في زراعة الحمضيات، وتبلغ المساحة اﻹجمالية المزروعة بالحمضيات في سوريا نحو 35 ألف هكتار، تحتوي هذه المساحة عن 13 مليون شجرة، منها 11 مليون شجرة تثمر سنويا، وما يميز الحمضيات السورية أنها خالية من الهرمونات، وتعتمد في نضوجها على العوامل الطبيعية، و"لكن معظمها تضرر واحترق"، بحسب خيربيك.
30 ألف عائلة تضررت
بدوره، أكد محافظ اللاذقية التابع للنظام، إبراهيم خضر السالم، في تصريحات صحفية؛ أنّ عدد العائلات المتضررة من الحرائق الأخيرة وصل إلى 30 ألف عائلة في 143 قرية تتبع لمناطق القرداحة، وجبلة، واللاذقية، والحفة.
وقال السالم، إن "الحرائق طالت منازل المواطنين في بعض القرى، ما اضطرهم إلى هجرها مؤقتا، والانتظار في أقرب مكان آمن، كما ألحقت الحرائق أضرارا كبيرة باﻷراضي الزراعية".
وأضاف؛ "الزيتون أصابه ما أصاب الحمضيات، نكبةٌ كبيرة حلّت بمزارعي الزيتون في الساحل، بعدما كان جزءا أساسيا من أرزاقهم، ومن ثروات سوريا الزراعية، وهي التي احتلت المرتبة الثانية عربيا، بعد المغرب في إنتاجه".
واعتبر أن حرق كروم الزيتون قبل قطافه مباشرة جاء ليضرب توقعات الأهالي والحكومة بموسم جيد لهذا العام.
وقال وزير الزراعة التابع للنظام، حسان قطنا، إن الخسائر اﻷولية في محافظة طرطوس تقارب 2500 دونما مزروعة بالزيتون، إضافة ﻷضرار بسيطة في البيوت المحيطة.
أما بالنسبة لمحافظة اللاذقية "فأضرار كبيرة طالت أشجار الزيتون والحمضيات، ما بين 600 و700 دونما، إضافة لحرق 600 هكتار في موقع حراجي واحد أكلتها النيران، وأضاف قطنا أن غابات اللاذقية تشكل 31% من مجموع غابات سوريا، وتعتبر الأغنى من ناحية التنوع الشجري والحيواني، لذلك سيكون هناك خطة متكاملة لإعادة تشجير هذه الغابات.
وزعم قطنا بأنه؛ "تم تشكيل لجنة رئيسية برئاسة المحافظ في كل محافظة، ولجنة مركزية على مستوى مدير الزراعة والفنيين التابعين له على مستوى كل منطقة إدارية، وتشكلت أيضا لجنة من الفعاليات الموجودة فيها، إضافة إلى تشكيل عدد كبير من المجموعات على المستوى المحلي لحصر كل الأضرار سواء على المواقع الحراجية أو المنازل أو الأشجار المثمرة".