بلدي نيوز- (ليلى حامد)
لم تترك الحرب المستمرة منذ أكثر من تسع سنوات بيتا إلا وطرقته لتترك في نفوس السوريات جرحا لا يندمل، ليكون العبء والنصيب الأكبر من سبب ألمهن ومعاناتهن حسب قول أم رامي السيدة الخمسينية من مدينة عربين السورية وأم الشهيد الذي استشهد في معارك الغوطة.
والتي تستطرد؛ حاصرنا الأسد وقصف بيوتنا... دمرها فوق رؤوسنا، ومنع إدخال الطعام إلينا أثناء حصارنا في الغوطة الشرقية حتى أكلنا من حشائش الأرض، ولم نكن نتوقع أن تصل معاناتنا إلى الحد الذي وصلنا إليه الآن، فقد ذقنا طعم النزوح أكثر من مرة ليستقر الوضع بنا الآن بخيمة مهترئة مع أولاد ابني الشهيد وزوجته بعد نزوحنا الثاني من جبل الزاوية خوف اقتحامه من قوات النظام والميليشيات المساندة له، فالمعطيات على الأرض فاقت كل التصورات. حسب تعبيرها.
وتتابع؛ نسينا نزوحنا وتأقلمنا في أصعب الظروف، لكن الأصعب نسيان فلذات أكبادنا الذين واراهم الثرى ليبقى أطفالهم من بعدهم دون أب يعيلهم ويسندهم، إن الفقد والغياب أعظم ما مر علي منذ تسع سنوات إلى الآن... لقد كنت الأم والجدة.. وأعود لأمارس أمومتي مع أحفادي.
بينما تقول أم خالد النازحة من التمانعة والتي تلقب بالخنساء بعد استشهاد ثلاثة من أبنائها؛ "تمضي الأيام بنا وكلنا أمل ان تشرق شمس الحرية على سوريا من جديد ربنا كريم".
بالمجمل واجهت اﻷم السورية ألما مضاعفا، ولم تسلم أنوثتها من بطش نظام الأسد، الذي اعتقلها وشردها، وخطف أبنائها، والقائمة تطول، حسب وصف الكثيرات من الأمهات اللاتي استطلعنا رأيهن في ذكرى عيد الأم.
وتقول أم خالد؛ فقدت ولدي منذ 6 سنوات في مثل هذا اليوم تحديدا، وبرفقته زوجي وشريكي، كنت خرجت من المعتقل قبل استشهادهم بأسبوعين فقط.
وأضافت؛ رسالة الأسد واضحة فهمناها، لكنني عزمت على تقديم الثاني والذي استشهد في إدلب بعد شهرين من تهجيرنا.
حكايات الأمهات السوريات سردية طويلة من التراجيديا السورية التي فرضها الاسد، والكثيرات يسألن.. ما معنى عيد الأم والعالم يتفرج على الصفعات التي نتلقها من نظام مجرم حسب وصفهن.