بلدي نيوز - (فراس عزالدين)
تعدّ مدينة "تدمر" اﻷثرية، الواقعة في البادية السورية بريف حمص الشرقي، إحدى محطات التنافس بين حليفي اﻷسد الروس واﻹيرانيين، منذ نحو عامٍ تقريبا، إﻻ أنها عادت لتبرز مؤخرا.
ويؤكد "أبو محمد العبيسي" من أبناء المدينة ويقيم حاليا خارجها، أنّ اﻹيرانيين، يسعون ﻹقامة ممر هدفه الربط بين ما يسمى محور المقاومة "إيران، العراق، سوريا، لبنان"، تحت اسم مشروع "فجر3".
ويشير العبيسي إلى أنّ حركة بيع العقارات مرتبطة بأيدي سماسرة موالين ﻹيران أو الميليشيات التي تقاتل تحت رايتها.
ويعتقد نشطاء معارضون من داخل المدينة أنّ محاوﻻت اﻹيرانيين مدّ نفوذهم في تلك المنطقة بالذات، أتى على شكل استيطانٍ وحركة شراء للعقارات، إﻻ أنّ إيران تخفي مصلحة سياسية، لفرض أمر واقع ومواجهة الروس هناك.
وكان كشف موقع "عربي 21" في وقتٍ سابق، أنّ هناك نية لدى روسيا، لوضع يدها على اﻵثار التدمرية، ومن ضمنها المتحف.
وكانت قناة "روسيا اليوم" زعمت أن ترميم متحف تدمر سيستغرق عاما أو عامين.
ويعتقد الباحث في مجال اﻵثار والصحفي المعارض؛ اﻷستاذ سعد فنصة، أنّ هناك بعدا سياسيا لفتح هذا الملف، ونشر على صفحته في فيسبوك، حواره مع صحيفة عربي 21، أوضح فيه جملة من النقاط حول الموضوع، من أبرزها:
خلق محميات روسية تحت غطاء حماية وترميم آثار مدينة تدمر.
الهيمنة على القطاع السياحي السوري.
توجيه رسالة قوية للأمريكيين الذين تتواجد قواتهم الداعمة لقوات سوريا الديمقراطية “قسد”، في شرق الفرات وشمال تدمر وجنوبها حيث تتواجد مناجم الفوسفات وحقول النفط.
ونوه الباحث فنصة إلى غياب الخبرات الروسية في ترميم الآثار، وقال؛ "العالم كله يعرف أن المافيا الروسية ساهمت في سرقة آثار وتماثيل تدمر بالشراكة مع لصوص من تنظيم الدولة وضباط من نظام الأسد من أصحاب الخبرة في نبش آثار البادية السورية".
واستدرك اﻷستاذ سعد بالقول؛ "قد يكون للروس خبرات مرموقة في ترميم الأيقونات والمخطوطات والزخارف واللوحات الأثرية والعمارة الداخلية، لكن ليس لديهم القدرات الفنية والعلمية لترميم حاضرة عالمية كتدمر بالتعاون مع النظام السوري المعروف بتخلفه وسرقته للآثار".
ويعتقد اﻷستاذ سعد فنصة، أنّ موسكو تسعى بالتوافق مع باريس والغرب ﻹخراج اﻹيرانيين، وأوضح إن "المسألة اليوم برأيي مفادها أنه ليس هناك تفويض دولي أممي صريح بمنح صك انتداب روسي على سوريا، لذلك تسعى روسيا إلى عملية اختطاف الفريسة السورية من البراثن الإيرانية تحت غطاء من التفاهمات السرية".
ويؤكد عدد من نشطاء مدينة تدمر أنّ الميليشيات الموالية ﻹيران تعمل على التنقيب عن اﻵثار في المدينة اﻷثرية، من بينهم ميليشيا فاطميون والنجباء.
بالمقابل؛ يؤكد عدد من أبناء مدينة تدمر لبلدي نيوز؛ أنّ إيران تدرك الرفض الداخلي والغربي لوجودها في المدينة، لذلك فهي تسعى لشراء العقارات عبر سماسرة موالين للنظام.
ويبدو أنّ النظام يقف متفرجا على المتاجرة باﻹرث الحضاري والتنافس عليه بين حليفيه الروسي واﻹيراني، مقابل البقاء على "العرش الورقي"، رغم أنه قدّم ذات يوم فكرة "مسلسل العبابيد" التي طورها لتناسب مقاسه في الدعوة إلى "الوطنية والممانعة"، حسب الصحفي المعارض غياث كنعان.
وبالمحصلة؛ من يستحوذ على الصفقة التدمرية لن يكون "سوريا" وﻻ حتى "اﻷسد"، إن استمر اﻷمر على حاله، حسب مراقبين.