بحث

حضارة تدمر مهددة بالاندثار بعد عمليات النهب المنظمة لآثار المدينة من قبل شبيحة الأسد

بلدي نيوز - حمص (محمد أنس)
كشفت العديد من الصور المسربة قيام شبيحة النظام السوري ومواليه من الميليشيات المحلية والأجنبية بأعمال نهب عشوائي وكبير لآثار مدينة تدمر في ريف حمص الشرقي، عقب سيطرتهم بدعم جوي روسي على المدينة قبل أيام.
وتحدثت مصادر إعلامية ميدانية عن قيام بعض شبيحة النظام السوري بنقل كميات من تلك الأثار إلى مسقط رأس الأسد في القرداحة، فيما تحدثت مصادر أخرى عن قيام ميليشيات الدفاع الوطني بنقل كميات منها إلى مدينة طرطوس الساحلية.
وكان قد حذر خبير آثار سوري يقيم في المنفى بفرنسا، يوم الثلاثاء، من أن مدينة تدمر الأثرية السورية التي طرد منها تنظيم الدولة الأسبوع الماضي، لا تزال مهددة لأن قوات بشار الأسد قد تقوم بأعمال نهب فيها.
وقال علي شيخموس، -الدكتور في علم آثار الشرق الأوسط القديم في جامعة ستراسبورغ الذي يدير شبكة مخبرين عن عمليات تدمير التراث السوري- إن "الخطر الفوري يهدد متحف المدينة، وباستثناء بعض التماثيل التي دمر عناصر تنظيم الدولة رؤوسها، بقيت محتويات المتحف بمنأى نسبيا عن أعمال التخريب خلال الأشهر التسعة من سيطرة تنظيم الدولة على تدمر".
وتعود مدينة تدمر إلى أكثر من ألفي سنة وهي مدرجة على قائمة اليونيسكو للتراث العالمي، وأشار المصدر بأن مبنى المتحف تضرر جراء القصف وباتت أبوابه "مشرعة" ولا يوجد أي خبير آثار فيه لمنع القوات السورية من القيام بأعمال نهب، وقال شيخموس إن النظام قد يتهم تنظيم الدولة بالنهب خصوصا وأننا لا نملك أي قائمة بمحتويات المتحف.
وأضاف أن "حماية الموقع ليست من أولويات الجيش إجمالا ولا أي من أطراف النزاع"، ويخشى أيضا من أن يعمد الجيش أثناء أعمال تهيئة الأرض لنشر قواته إلى تدمير مناطق أثرية شاسعة لم يتم نبشها بعد كما حصل بين عامي 2012 و2015 "ولم يتم التحدث عن ذلك إلا نادرا".
وتابع أنه بسبب هذه الأشغال "خسرنا نحن علماء الآثار معلومات مهمة جدا لا تعوض قيمتها بقيمة معبد بل (الذي دمره تنظيم الدولة) أو حتى أهم"، وأعرب أيضا عن تشكيكه في الفكرة التي أعلنها الاثنين مدير الآثار والمتاحف في سوريا بإعادة ترميم الآثار الرئيسية التي دمرها التنظيم خلال خمس سنوات.
وأوضح أن "إعادة الترميم ممكنة لكن ليس في الظروف الحالية. لهذا النوع من العمليات قواعد وفي بلد في حالة حرب سترتكب بالتأكيد أخطاء كثيرة". وخلص إلى القول: "من الأفضل أن نترك الآثار على حالها وأن نبني قربها نسخة عن الآثار المدمرة.

مقالات متعلقة