بحث

موسكو تدفع الأسد للواجهة عبر بوابة تدمر

بلدي نيوز- (عبد العزيز الخليفة )
قالت مصادر النظام  الإعلامية: إن قوات النظام فرضت السيطرة على مدينة تدمر شرق حمص وبدأت بتفكيك العبوات الناسفة، إلا أن مصادر إعلامية في تدمر أكدت أن التنظيم ما زال يسيطر على أجزاء من المدينة.
وشارك في العملية العسكرية التي بدأت قبل أسبوع، قوات النظام وميلشيات أجنبية وطائفية (الحرس الثوري الإيراني، ولواء فاطميون، وكتيبة الرضوان التابعة لحزب الله)، فضلاً عن مشاركة ميلشيات تابعة للنظام (لواء صقور الصحراء ومغاوير البحر والدفاع الوطني)، بمساندة من الطيران الحربي الروسي وطيران التحالف الدولي الذي نفذ عشرات الغارات الجوية على المدينة ومحيطها.
وحسب الناشط خالد الحمصي العضو في تنسيقة الثورة السورية بمدينة تدمر، فأن عدد قوات النظام الذي شارك بالعملية العسكرية تجاوز  3 آلاف  مقاتل، فضلا عن وجود المئات من مقاتلي الميلشيات الأجنبية والطائفية التي تتحالف مع نظام الأسد والخبراء الروس، بينما على الضفة الثانية يقدر عدد مقاتلي التنظيم في تدمير بين 500 و 600 مقاتل.
ساعد النظام في توفير كل هذه الحشد العسكري عبر نقله لمجموعات عسكرية من ريف حلب الجنوبي و القنيطرة، حيث استغل ظروف الهدنة مع فصائل الجيش الحر لمحاربة التنظيم، بينما حرم القصف الجوي الذي استهدف الطرق بين تدمر وديرالزور  تنظيم "الدولة" من  إمكانية إرسال تعزيزات إلى المنطقة ، وهنا يجب التنويه  لمشاركة التحالف في القصف خلال اليومين الأخيرين.
 فالسبب الأساسي لتقدم النظام في تدمر كان القصف الكثيف  من الطائرات الروسية و القصف النوعي من طائرات التحالف على خطوط إمدادات التنظيم من ديرالزور، فطائرات النظام  لا تمتلك القدرة على  تحقيق فارق في العمليات العسكرية البرية  لتتقدم قواته في تدمر بهذا الشكل.
أما عن الخسائر البشرية من الطرفين فيقول "خالد الحمصي": إن قوات النظام وحلفائها خسرت نحو من  300 بينهم ضباط في رتب عالية، بينما قتل من التنظيم بحدود   70  عنصراً.
واعترفت روسيا بمقتل ضابط روسي بتدمر، ونعت صفحات موالية للنظام على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك مقتل عدد من الضباط أعلاهم رتبة " اللواء شرف شعبان العوجا"، إضافة لمقتل أكثر من 10 عناصر من "حزب الله" و26 من ميلشيا "مغاوير البحر"، ما يؤكد أن المعركة كان حامية الوطيس.
الصراع بين تنظيم "الدولة" ونظام الأسد على تدمر عروس الصحراء السورية، أعاد للأذهان سهولة سيطرة التنظيم على المدينة قبل عام، فما  الذي تغير  ليدفع النظام كل هذه الخسائر من أجل تدمر التي خسرها كـ "شربة ماء".
الهدف الأبرز الذي أردته موسكو وليس نظام الأسد من السيطرة على تدمر، هو إعادة تسويق "بشار الأسد"  عند الغرب كزعيم يحارب التنظيم ويمكن الثقة به،  واختارت تدمر وليس ريف حلب الشرقي الذي أصبح من الممكن التقدم فيه بعد السيطرة على مطار كويرس, لأهمية اسم المدينة التاريخي في التراث الإنساني العالمي، وهو فعلاً ما حدث فمنظمة "اليونسكو" رحبت بتقدم النظام في تدمر متجاهلة قصف المواقع الأثرية ونهب الأثار المنظم خلال عقود قبل سيطرة تنظيم "الدولة" قبل عام على المدينة.
وعمدت موسكو إلى اقناع واشنطن بأن "الأسد" حليف جيد لمحاربة التنظيم، حيث أعلنت موسكو أن واشنطن أصبحت تتفهم موقفها الداعي لعدم مناقشة مصير "بشار الأسد" في جنيف، إبان زيارة جون كيري لروسيا قبل ثلاثة أيام، بالتالي فمشاركة طيران التحالف إلى جانب النظام في تدمر  جاءت  كجزء من التفاهم الروسي- الأمريكي الذي أمن هدنة للنظام على طبق من ذهب مع فصائل الثوار.
أخيراً تقدم النظام في تدمر سوف يسهل عليه حتماً التقدم إلى مدينة السخنة وربما فيما بعد إلى دير الزور، وبالتالي سوف يصبح النظام الذي كان يسيطر على ثلث سوريا في رمشة عين يخضع أكثر من نصف البلاد، ما سوف يقوي فرصته التفاوضية بجنيف ويضعف المعارضة السورية على الأرض وعلى طاولة المفاوضات.

مقالات متعلقة