بحث

روسيا تحطم آمال الولايات المتحدة بتنفيذ وقف إطلاق للنار في سورية

Politico  - ترجمة بلدي نيوز
يبدو أن روسيا تقصف بآمال وأمنيات باراك أوباما بوقف إطلاق النار في سورية، رغم أن الرئيس الأمريكي ما زال يرفض فكرة أن فلاديمير بوتين قد فاقه دهاءً.
فلقد أصر أوباما خلال مؤتمر صحفي، يوم الثلاثاء، على أن ما يجري في سورية ليس بمسابقة أو تنافس بينه وبين بوتين، وقال: "السؤال الحقيقي الذي يجب أن نطرحه هو: ماذا تعتقد روسيا أنها ستسكبه من مساندة دولة قد تم تدميرها بالكامل وكيف تستفيد منها كحليف وهي تحتاج  لدعم بمليارات الدولارات لتستقر مجدداً".
 أوباما كان قد تحدث في نفس اليوم، الذي قلل فيه مسؤولون أمريكيون من احتمالات نجاح وقف إطلاق النار، بل إنهم أشاروا إلى أن دولاً عربية ستعاني من الفوضى من جراء فشله، وذلك على الرغم من التصريحات العريضة  للولايات المتحدة ولروسيا بأنهما ستحاولان تنفيذ الاتفاق.
وأقر المتحدث باسم وزارة الخارجية "مارك تونر" بأن قوة من شأنها أن تكون مسؤولة عن آليات وقف إطلاق النار لم تحدد بعد، وأضاف بأن روسيا التي تدعم نظام الأسد، ما تزال تقصف مواقع المعارضة المعتدلة في شمال سورية، وعليها إذا كانت جادة في وقف العنف "أن تنفذ وعودها بتنفيذ الاتفاق أو أن تصمت وتتوقف عن تقديم الوعود فقط".
وأضاف تونر: "نحن حريصون على أن نرى بعض التقدم بما يتعلق بوقف الأعمال العدائية في الأيام المقبلة"، ولا أستطيع القول بشكل قاطع أن ذلك سيحدث خلال اسبوع ولكن بالتأكيد سيكون هناك في الأيام القادمة وقف للأعمال العدائية.
ولكن المتحدث باسم وزارة الخارجية_ لم يقل ما إذا كانت الولايات المتحدة لديها النفوذ الكافي لتفرض على روسيا  وقف غاراتها التي تقصف بها السوريين نيابة عن الرئيس السوري، والمدعوم أيضاً من قبل إيران، كما استبعد أوباما نفسه إرسال قوات برية أمريكية لوقف الحرب في سوريا، حيث قتل ما لا يقل عن 250.000 ألف شخص على الأقل منذ آذار 2011، واعترف الرئيس الأمريكي أيضاً، يوم الثلاثاء، أن "مجموعة من الثوار" تواجه مصاعب كبيرة في مواجهة القوة العسكرية الروسية.
ورغم سؤال الرئيس الأمريكي  في المؤتمر الصحفي عن خيارات الولايات المتحدة إن رفضت روسيا إيقاف حملة القصف التي تشنها في سورية، لم يجب الرئيس الأمريكي، وبدلاً من ذلك، فعل كما في مناسبات عديدة، بأن أكد بأن روسيا باقتصادها الهش، تقوم بمساندة رئيس دولة "مكروه ومحتقر" من الأغلبية العظمى من سكان بلده، وبأنه قد فقد جزءاً كبيراً من بلاده، ولذلك موسكو ستتأسف على دعمه على المدى الطويل.
وقال أوباما في اجتماع مع قادة جنوب شرق آسيا في رانشو ميراج بولاية كاليفورنيا: "بوتين يعتقد أنه على استعداد للاستثمار في احتلال دائم في سورية، ولكن ذلك عمل كبير ومكلف جداً".
ورغم ذلك، لا يبدو أن تحذيرات اوباما أو مناشداته تلقى أذناً صاغية لدى الرئيس الروسي ولا تحدث الكثير من الفرق، فيوم الاثنين قصفت الطائرات الروسية أربع مستشفيات في شمال سورية، بما في ذلك واحدة مدعومة من منظمة أطباء بلا حدود، ومدرسة، مما أسفر عن مقتل العشرات، حيث يتواجد عدد من الجماعات الثورية المعتدلة.
وجاءت هذه الغارات بعد يوم واحد من تحدث أوباما هاتفياً مع بوتين وحثه على التوقف عن استهداف قوات المعارضة المعتدلة في سوريا، ومن جهتها نفت موسكو تماماً هذه الادعاءات، ولكن المسؤولين الامريكيين لم يصدقوا مزاعمها، فقد صرحت وزارة الخارجية الأمريكية في بيان لها يوم الاثنين: "إن استمرار دعم نظام الأسد بالضربات الجوية، دون أي اعتبار للالتزامات الدولية لحماية ارواح الأبرياء يلقي ظلالاً من الشك حول رغبة موسكو او قدرتها على المساعدة في تحقيق وقف للجرائم الوحشية المستمرة للأسد ضد شعبه".
وقد ساعد تدخل روسيا الأسد على تحقيق مكاسب، لدرجة يخشى فيها قادة المعارضة أن الرئيس السوري ليس لديه بعد الآن أي حافز للتوصل الى اتفاق سلام مع الجماعات الثورية وترك السلطة في نهاية المطاف، بل إن جولة المحادثات والتي كان من المقرر عقدها يوم 25 شباط أصبحت بالفعل في طي النسيان، وهي محادثات انهارت في وقت سابق من هذا الشهر عندما هاجمت القوات السورية المدعومة من روسيا مدينة حلب.
بل إن الأسد نفسه قد رفض فكرة وقف إطلاق النار هذا الأسبوع، وقال لجمع من المحامين أن هناك عدد كبير جداً من الخدمات اللوجستية التي يتوجب القيام بها، وأكد أيضاً أن أي شخص يحمل السلاح ضد الحكومة السورية يجب أن ينظر إليه على أنه إرهابي.
إن وجهات الأسد تزيد من تعقيد الجهود الرامية إلى وقف العنف، لأن اتفاق وقف إطلاق النار سيسمح للأطراف المعنية بمكافحة المنظمات الإرهابية مثل تنظيم "الدولة الإسلامية" وجبهة النصرة، وتشكو المعارضة السورية أن سوريا وروسيا غالباً ما يزعمون بأن مقاتلي المعارضة هم أعضاء  في هذه الجماعات الإرهابية.

مقالات متعلقة