بحث

للإعلان والترويج.. روسيا تتبجح بطراد من ثمانية صواريخ

بلدي نيوز - راني جابر (محلل عسكري)
مرة أخرى تحاول روسيا إظهار أنها دولة عظمى ومتفوقة ولديها من وسائل السطوة والقوى الكثير، فبعد أن أرسلت أكثر من سفينة وطراد إلى البحر المتوسط، امضى بعضها شهوراً في عرض البحر للدلالة على وجود روسيا "القوي" في المياه الدافئة، ها هي ترسل أحدث قطع أسطولها إلى المتوسط.
روسيا التي حرمت لقرون من موطئ قدم على ضفاف المتوسط، أصبح لديها الآن وللمرة الأولى عبر تاريخها شاطئ بطول عشرات من الكيلومترات، يحتوى عدة موانئ وقاعدة جوية، قد يكون هذا أكثر مما حلم به أي من القياصرة يوماً، لتكمل روسيا استعراض القوة الجوية باستعراض القوة البحرية.
ليس مستغرباً إرسال روسيا لهذا الطراد أو غيره، فهي تحاول مجاراة أمريكا التي تمتلك أسطولاً كاملاً في الشرق الأوسط، وعدة قواعد والكثير من القطع البحرية بينها حاملات للطائرات.
فقد أعلنت قيادة أسطول البحر الأسود أن الطراد "زليوني" الحامل للصواريخ الطوافة "كاليبر"، قد غادر موانئ البحر الأسود برفقة كاسحة ألغام بحرية، متوجهاً على ما يبدوا إلى البحر المتوسط قبالة السواحل السورية.
هذا الطراد لم يمض له في الخدمة أكثر من عام، ويحمل ثمانية صواريخ طوافة جاهزة للإطلاق فقط، عدا عن الصواريخ المخزنة.
رافق إرسال هذا الطراد الكثير من الدعاية الروسية للطراد الجديد، الذي لا يمكن اعتباره سوى قطعة بحرية متوسطة الحجم، وهو أقل في حجمه وقدراته من قدرات أي من الطرادات التي أرسلتها روسيا قبلاً، لكن إرساله ترافق مع الكثير من الدعاية والتمهيد الغير متناسب مع حجمه أو حتى قدراته.
فقبل الطراد "زليوني" أرسلت روسيا أكثر من سفينة وطراد، أكبر حجماً وأكثر تسليحاً وقوة، كالطراد "موسكفا" المسلح بصواريخ طوافة مضادة للسفن مدياتها حتى 500 كم، ومنظومة دفاع جوي تغطي 300 كم مقارنة بهذا الطراد الذي لا تتجاوز مدى منظومة دفاعه الجوي الخمسة كيلومترات.
فروسيا أرسلت هذا الطراد كجميع أسلحتها، للاختبار والتجريب والتهديد والاستعراض الإعلامي، ولإثبات أنها موجودة في المياه الدافئة، واستباقاً لإرسال التحالف "السني" للمزيد من القوات والطائرات إلى تركيا.
التهديد الأساسي لهذا الطراد ليس ضد الثوار بشكل أساسي لكنه موجه فعلياً ضد تركيا والسعودية، فصواريخه ذات المدى الذي يصل حتى 2500 كم قادرة على إصابة مناطق في عمق الدولتين وخصوصاً إذا كانت مسلحة برؤوس نووية.
ما قد يبرر الضخ الإعلامي الكبير حول هذا الطراد، الذي لا يمكن اعتباره سوى قطعة بحرية صغيرة، مقارنة بالقطع البحرية العملاقة التي أرسلتها الدول الكبرى سابقاً إلى المتوسط.
فإرساله يعتبر شكلاً من أشكال التهديد للقواعد العسكرية التي يتوقع نشر الطائرات للسعودية فيها في تركيا، والتي لا تبعد سوى عدة مئات من الكيلومترات عن المناطق التي يفترض أن ينشر فيها هذا الطراد، ومحاولة دعم نفسية قبل ان تكون عسكرية للأسد ومن يدور في فلكه.

مقالات متعلقة