بحث

"توتوشكا" سلاح روسيا التدميري في سوريا

بلدي نيوز - راني جابر (المحلل العسكري لبلدي نيوز)
منذ بدأ التدخل الروسي في سوريا زادت دموية الأسد وإصراره على المزيد من القتل والتدمير، ولكن هذه المرة بتكتيكات روسية أكثر حداثة، ومجربة في ميادين قتال أخرى.
فالخليط الذي استخدمه الروس في أوكرانيا، يتكرر وبنفس المشاهد في سوريا، فروسيا التي استخدمت خلال معاركها في أوكرانيا خليطاً من صواريخ توتوشكا البالستية، وصواريخ راجمة سميرتش المتعددة الفوهات، تكرر نفس الاستخدام وبنفس الشكل في سوريا وتحصل على نفس النتائج.
فمشاهد وصور بقايا صواريخ التوتوشكا وصواريخ سميرتش، سواء المنفجرة أو المجدبة، تشهد على كثافة استخدامها في الحالتين السورية والاوكرانية.
فقد أطلق النظام عدة صواريخ توتوشكا خلال الأسبوعين الماضيين، فيوم الخميس سقط صاروخ توتوشكا على منطقة الباب في ريف حلب، دون أن ينفجر، حيث تظهر الصور المنشورة من تلك المنطقة الصاروخ وقد تهشم بشكل كبير، إثر سقوطه على منطقة مدنية فوق أحد الأبنية السكنية.
وتلاها سقوط صاروخ توتوشكا في منطقة خالية في سرمدا بريف إدلب، والذي اعتقد أنه طائرة سقطت بعد تنفيذ غارة بالقرب من المنطقة، لكن الصور التي نشرت للجسم الساقط هي صور لصاروخ توتوشكا، وقد انفجر رأسه الحربي في الهواء بناء على روايات السكان المدنيين.
قد يكون السبب الذي يدفع النظام لاستخدام صواريخ توتوشكا بالإضافة لدقتها النسبية هو مداها القصير، حيث يبلغ خطأ الصاروخ حوالي 200 متر ومداه أقل من 120 كم مقارنة بصاروخ سكود الأقل دقة، والذي يبلغ مداه حوالي 1000 كم.
فلا تشكل هذه الصواريخ تهديداً كبيرا لدول الجوار، كحال صواريخ سكود وبخاصة إسرائيل، حيث يلاحظ انخفاض وتيرة القصف بالسكود وبروز التوتوشكا إلى الواجهة، بعد سحب عدة بطاريات باتريوت تابعة لحلف الناتو من تركيا، ما قد يُعلل بوجود ضغوط على النظام، أو وجود تفاهمات بين الدول الكبرى دفعت النظام للتوجه نحو التوتوشكا ذو المدى المحدود متخلياً عن السكود، حيث نفذت إسرائيل عدة غارات على مواقع تخزين صواريخ سكود التي يمتلكها النظام، ربما للتأكد أن هذه الصواريخ لن تستخدم ولن تصل لطرف ثالث عبر النظام.
ويدعم هذه الفرضية عدم استخدام النظام لصواريخ مشابهة بالمواصفات لصواريخ توتوشكا، من ناحية العمل بالوقود الصلب والدقة والقدرة التدميرية، ولكنها أكبر مدى وتتمثل بصواريخ فاتح 110، أو حتى صواريخ ميسلون التي يبلغ مداها حوالي 200 كم، والتي لم يسجل لها استخدام كثيف في نفس المناطق، على الرغم من قدرتها على الوصول إلى جميع المناطق التي قصفت بالتوتوشكا، انطلاقاً من مواقع النظام في حلب واللاذقية وحمص وحتى دمشق.
حيث لم يوثق إطلاق صواريخ سكود من قبل النظام منذ بدأ التدخل الروسي في سوريا على أقل تقدير، الأمر الأخر الذي يدفع النظام لاستخدام توتوشكا، هو إمكانية حمله لرأس عنقودي، والذي سبق واستخدمه ضد مخيم للاجئين قرب الحدود التركية.
عدا عن إمكانية و سهولة نقل هذه الصواريخ من قبل الروس للنظام، ضمن شحنات الأسلحة التي يرسلونها له، فلا يوجد الكثير من العراقيل الدولية والخطوط الحمراء، التي تمنع النظام من الحصول على صواريخ توتوشكا بكل يسر وسهولة.
إضافة لتقادم مخزون النظام من صواريخ توتوشكا، مقارنة بصواريخ فاتح110، التي دخلت للخدمة منذ عدة سنوات فقط، وهذا ما يبرر فشل قسم كبير منها وسقوطه في مناطق خالية، كحال الصاروخ الذي سقط أخيراً على سرمدا.
هوامش:
صاروخ توتوشكا:
صاروخ سوفيتي بالستي قصير المدى يطلق من عربة مدولبة سداسية.
يبلغ مداه حسب النسخة من 70 إلى 180 كم.
وزنه بحدود طنين ووزن رأسه الحربي بحدود نصف طن.
يحمل رؤوساً حربية متعددة، شديدة الانفجار، كيماوي، عنقودي، نووي، قنابل نبضية .
يبلغ طول الصاروخ حوالي ستة أمتار ونصف، ويميز عند سقوطه من جنيحاته الأربعة الثابتة.
أما عند إطلاقه فيميز من إطلاقه شبه الشاقولي، وسحابة الدخان البيضاء التي تصدر عنه.
يعتقد بامتلاك النظام لحوالي 300 صاروخ من هذا النوع قبل الثورة السورية على أقل تقدير.

مقالات متعلقة