بحث

بعد أن قتلوا السوريين.. طيارو الأسد يحمون قتلتهم

بلدي نيوز - راني جابر 
ظهرت أخيراً وبعد أكثر من مئة يوم من العمل المنفرد للطائرات الروسية في سوريا،  تشكيلات مكونة من الطائرات الروسية وطائرات النظام، حيث عملت طائرات النظام بدور التغطية الجوية لقاذفات روسية خلال عمليات قصف لم يحدد موقعها تماماً.
وظهر في الفيديو الذي نشرته قنوات روسية وأخذته منها وسائل إعلام النظام طائرتين من طراز سوخوي 25 ترافقهما طائرتا ميغ 29، حيث لا يعرف تماماً إن كانت طائرتا النظام قد أقلعتا من نفس المطار أو من مطار أخر تابع للنظام.
تقاسم المهمات
قد يكون الروس يرغبون بتخفيض الضغط عن طياريهم وطائراتهم التي تنفذ مستوى كبير من الطلعات الجوية، فبسبب التوتر مع تركيا يحتاج الروس لوجود طائرات تؤمن الحماية من الطائرات التركية ترافق طائراتهم القاذفة وبالأخص سوخوي 25، شبه منعدمة القدرة على الدفاع عن نفسها ضد الطائرات التركية.
والدفع بطائرات النظام إلى الواجهة في حال حدوث أي مواجهة مع تركيا، كذلك تحميل النظام جزء من كلفة العملية العسكرية، التي يدفعها الروس أو داعموهم حتى اللحظة.
السيد والعبد
منذ بداية حملتهم، نشر الروس الكثير من الصور والفيديوهات عن عملياتهم في سوريا، ودائما ما كانت الوكالات الاعلامية للنظام تستقبل المعلومات من الوكالات الإعلامية الروسية وليس من الجيش الروسي، ما يعني درجة كبيرة من التجاهل لإعلام النظام، الذي لا تشاركه روسيا أية معلومات، ولا تعترف به أساساً.
فروسيا التي أصبحت لها اليد العليا في كل شيء، تتجاهل النظام ومؤسساته إلا في الحالات التي تحتاج فيها لوجود تلك المؤسسات والجهات التابعة للنظام، لتثبيت وضعها القانوني أمام الرأي العام العالمي أو حتى الروسي.
فقد تحول طيارو النظام من قتلة للسوريين إلى حُماة لقتلتهم، فالميغ 29 هي أقل الطائرات ظهوراً خلال عمر الثورة السورية، والتي يبدو أن النظام احتفظ بها كورقة أخيرة في حال حصل أي تدخل من الدول المحيطة ضده، وبخاصة تركيا، فهي أحدث طائراته وأفضلها وأكثرها قدرة على دخول معارك ضد الطائرات الغربية التي تمتلكها  تركيا والسعودية.
لا يعرف تماماً اذا ما كان يقود تلك الطائرتين طيارون تابعون للنظام أم طيارون روس،  لكن أهم ملاحظة هي انخفاض مستوى تسليح طائرات النظام خلال تلك الطلعة للحد الأدنى، حيث لا يبدو أن كل طائرة تحمل أكثر من صاروخي "جو – جو" فقط.
في حين تبلغ الحمولة المعتادة لهذه الطائرة عند تنفيذ مهام التغطية الجوية ستة صواريخ "جو – جو" متعددة الأنواع، ما يعني أن الطائرات التابعة للنظام كانت محملة بثلث حمولتها المعتادة، ما يثير الكثير من علامات الاستفهام.
بداية من موضوع قدرة الطائرة وحمولتها نهاية بطبيعة قدراتها ونموذج تسليحها وعدد الصواريخ "جو – جو" التي تستطيع هذه الطائرة حملها، فحمولتها البالغة صاروخين فقط لا تؤهلها للدخول في  معارك "جو – جو"، حيث يبدو أن الطائرتين تحمل كلاً منهما صاروخين من نوع R-77   راداري بمدى بحدود  100 كم فقط، ولا يبدو أنها تحمل أي صواريخ أخرى أو حتى أي أسلحة أخرى، حتى الصواريخ الحرارية قصيرة المدى أو الصواريخ متوسطة المدى لا يبدو أنها ضمن تسليح الطائرتين الموجودتين في الفيديو.
ما قد يعني أن الروس قد يكونون خفضوا مستوى هذه الطائرات عندما سلموها للنظام لتصبح قادرة على حمل صاروخين فقط  وليس أكثر، ما قد يشير إلى عدم اهتمام النظام بالمعارك الجوية بقدر اهتمامه بالقدرة على القصف الأرضي، وهذا يدل بوضوح إلى الهدف الحقيقي لقواته.
فصور الميغ 29 المملوكة للنظام (على ندرتها)، لكنها في معظمها لا تظهر تسليح تلك الطائرة، فلا يوجد سوى عدد محدود من الصور لهذه الطائرات مع عدد محدود من الفيديوهات منذ دخلت الخدمة في قوات النظام.
وفي معظم هذه الفيديوهات والصور، لم يظهر أي صاروخ "جو – جو" حتى ضمن الصور القديمة التي تعود لبداية نشر هذه الطائرات في سوريا.
وحتى في مناورات القوى الجوية والدفاع الجوي، التي استخدم فيها النظام هذه الطائرات عام 2012، ظهرت هذه الطائرات بدون تسليح وهي تنفذ مناورات قتال قريب (( dogfight ضد طائرات ميغ-23.
ليست المرة الأولى
على الرغم من الإعلان الكثيف عن الموضوع والذي يعتبر جزئاً من الحملة الإعلامية والحرب الاعلامية الروسية، والتي بدأت بتسليط الضوء حتى على أتفه الأمور في العملية العسكرية الروسية في سوريا، بهدف ضخ الأخبار لعدة أسباب، لكن لا يعتقد أنها المرة الأولى  التي تطير فيها طائرات تابعة للنظام برفقة طائرات روسية، وبخاصة عندما تحرشت تلك الطائرات بطائرات تركية أكثر من مرة قبل إسقاط تركيا لقاذفة سوخوي 24 روسية قبل عدة أسابيع.

مقالات متعلقة