بحث

منظمة العفو الدولية: روسيا تستهدف المدنيين السوريين

Foreign Policy  - ترجمة بلدي نيوز
بعد أن شنت روسيا حملتها الجوية العدوانية على سوريا في 30 أيلول، قام الناشطون والمعارضة السورية المعتدلة على الفور باتهام موسكو باستهداف المدنيين في غارات قد أودت في بعض الأحيان إلى مقتل العشرات منهم.
الكرملين، الذي انضم إلى القتال في سورية لدعم الرئيس بشار الأسد، نفى مراراً هذه المزاعم ووصفها بأنها "قصص ملفقة" وأنها جزء من "حرب المعلومات".
لكن تقرير منظمة العفو الدولية الصادر، يوم الأربعاء، خلص إلى نتائج جديدة تظهر أن القوات الروسية قد استهدفت مراراً المناطق السكنية، منازل المدنيين،  الأسواق مزدحمة، والمساجد.
التقرير المكون من 28 صفحة قد ذكر أن السلطات الروسية كذبت عمداً للتغطية على دورها في هذه الضربات القاتلة.
وقال فيليب لوثر، مدير برنامج منظمة العفو الدولية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا: "أن بعض الهجمات قد ترقى إلى جرائم حرب".
وأضاف: "يبدو أن بعض الضربات الجوية الروسية تستهدف المدنيين بهجوم مباشر من خلال ضرب المناطق السكنية مع عدم وجود هدف عسكري واضح، وحتى أن المرافق الطبية لم تسلم، مما أدى إلى سقوط قتلى وجرحى في صفوف المدنيين، ومن الصعب للغاية التمييز بين الغارات الجوية لنظام الأسد وبين الغارات الروسية، مما يجعل من المستحيل تقريباً تحديد المسؤولية على من يقوم بالهجمات على المدنيين".
منظمة العفو الدولية، وهي منظمة توثق انتهاكات حقوق الإنسان في جميع أنحاء العالم، أصدرت تقريرها يوم الاربعاء بعد إجراء مقابلات مكثفة مع الشهود المدنيين في الغارات، ومستندة إلى أراء مجموعة من الخبراء العسكريين ممن قاموا بتحليل لقطات فيديو للهجمات، وكذلك قامت بمطابقة التواريخ التي ادعت فيها روسيا قيامها بالغارات، مع الأيام التي كانت يتم بها قصف المدنيين.
ووفقاً للمنظمة، فقد وقعت الهجمات كما هو موضح في التقرير في أماكن في حمص وحماة وإدلب واللاذقية وحلب بين 30 أيلول و 29 تشرين الثاني، ونفذت الهجمات بعيداً عن أي أهداف عسكرية، مما يجعل موضوع استهداف المدنيين اكثر خطورة.
وقال محمد قربي الغزال، وهو ناشط سوري كان بالقرب من الهجوم الذي حدث في 29 تشرين الثاني، بأن مراقبين في المعارضة قد حذروا من أن طائرة حربية قد أقلعت من مطار "حميميم" قبل عشر ثوان من استهداف سوق شعبي مزدحم، والذي قتل فيه أكثر من 40 مدني، في مكان قال محمد أنه لا يحوي أي جماعات مسلحة.
ويضيف محمد: "كانت هناك جثث في كل مكان، مقطوعة الرأس ومشوهة، لقد رأيت مشاهد مروعة منذ بداية الحرب ولكني لم أشهد شيئاً مثل هذا من قبل".
وكانت منظمة العفو الدولية قد طلبت من السلطات الروسية الرد على التقرير، وأوصت بأن لا تقوم روسيا بتكثيف التدابير لمنع وقوع ضحايا بين المدنيين  فقط، ولكن أن تقوم ايضاً بإجراء تحقيقات محايدة في الحالات التي ربما قد تكون انتهكت القانون الدولي، كما قالت المنظمة أيضاً أنها تحقق في الغارات التي تقوم بها قوات التحالف التي تقودها الولايات المتحدة في سورية.
في هذه الاثناء، لا يبدو الكرملين قلقاً للغاية من الاتهامات الاخيرة لمنظمة العفو الدولية، ربما لأنه معتاد على انتقادات مماثلة بشكل دوري، ففي وقت سابق من هذا الاسبوع، اتهمت منظمة الهيومن رايتس ووتش الجيش الروسي باستخدام القنابل العنقودية في سورية - وهي أسلحة محرمة دولياً.
ومن جهتها انتقدت وزارة الدفاع الروسية يوم الأربعاء  تقرير منظمة العفو الدولية، واصفة إياه "بالغير دقيق، ويفتقر إلى أي أساس".
وقال إيغور كوناشنكوف، المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية في مؤتمر صحفي: "لقد درسنا التقرير ولم يكن هناك شيء جديد، مجرد كليشيهات مزيفة تعرضنا لها مراراً وتكراراً".

مقالات متعلقة