Carbonated TV – ترجمة بلدي نيوز
في خطابه السنوي إلى الأمة، لم يتطرق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين كما في كل عام إلى محاولات الغرب تخريب روسيا بفرض عقوبات اقتصادية، وحتى أنه لم يبدو قلقاً من تدخل موسكو العسكري في سورية ضد "تنظيم الدولة الإسلامية".
فالآن أهم ما يقلق الرئيس الروسي وقبل كل شيء هو تركيا، فقد بدأ خطابه هذا العام بدقيقة صمت حداداً على ضحايا الطائرة الروسية "224"، الذين لقوا حتفهم فوق صحراء سيناء المصرية، يوم 31 تشرين الأول، كما وجه بوتين غضبه تجاه نظيره التركي.
فالعلاقات بين البلدين تشهد توتراً منذ إسقاط تركيا لمقاتلة روسية الشهر الماضي، ومنذ ذلك الحين، يتبادل كل منهما الاتهامات بالانخراط في تجارة النفط غير الشرعية مع التنظيم.
ولم يعطي بوتين لمحة مرضية لمدى نجاح حملته العسكرية ضد التنظيم، ولم يكن هناك أي ذكر لأرقام، احصائيات، فقط وعود لمساعي مستقبلية، يقول بوتين: "يجب أن ننسى كل اختلافاتنا ونعمل كجبهة واحدة ضد الإرهاب على أساس القانون الدولي وتحت رعاية الأمم المتحدة"، قبل أن يعود للتركيز مرة أخرى على نظيره التركي رجب طيب اردوغان: "يبدو أن الله قرر معاقبة الزمرة الحاكمة في تركيا بحرمانهم من الحكمة والمنطق".
ولم يكن فقط "الحرب ضد الإرهاب" الموضوع الوحيد الذي أهمله وتجاهله بوتين في خطابه السنوي، فالرئيس الروسي لم يتطرق للحديث عن الولايات المتحدة والغرب إلا مرة واحدة وفي إشارة عابرة أيضاً.
والغريب في الأمر أن بوتين لم يذكر لمرة واحدة اسم "تنظيم الدولة الإسلامية أو داعش"، ومع ذلك فقد اشار إلى كلمة الإرهاب والإرهابيين، ولكن النقاد أخذوا عليه ذلك كدليل على أنه يشير بذلك إلى تركيا، فبالنسبة لروسيا أصبحت تركيا الأولوية والعدو الدولي الأول.